إِلَيْهَا يَطُوْفُ الْفُؤَادُ وَيَعْنُوْ
وَيَزْهُوْ بِصُبْحٍ هَوَاهُ عَلِيْلُ
وَيَرْمِيْ عَلَيْهَا بِصَفْوِ الصَّبَاحِ
بِعَذْبِ الْحَدِيْثِ جَنَاهُ دَلِيْلُ
وَيَسْقِيْ بِهَا مِنْ لَهِيْبِ الضُّلُوْعِ
بِصَوْغٍ بِمَا قَدْ عَدَاهُ خَلِيْلُ
عَشِقْتُ الْقَطِيْفَ وَبَحْرًا حَوَتْهُ
وَطَالَتْ بِنَخْلٍ شَذَاهَا ظَلِيْلُ
وَدَارَتْ بِحُسْنٍ عَلَىْ مَا كَفَاهَا
وَزَانَتْ بِدُوْرٍ بِنَاهَا جَلِيْلُ
ذَكَرْتُ عَلَيْهَا رِجَالًا تَفَانُوا
وَزَادُوا بِوَصْلٍ وَسَادَ عَدِيْلُ
فَيَا دَارُ فِيْهَا طُيُوْرٌ تَعَالَتْ
وَجَابَتْ بِوِسْعٍ غِنَاهَا هَذِيْلُ
وَجَدْتُ بِهَا مِنْ فِتَانٍ تَجُوْلُ
عَلَىْ مَا هَدَتْهُ بِعِطْرٍ نَخِيْلُ
وَيَا دَارُ قَدْ سَقَتْكِ الْعُِيُوْنُ
بِذِكْرَىْ حَنِيْنٍ وَزَادَ وَصِيْلُ
فَمَا ذَابَ مِنْهَا بِوَصْلٍ لَقَتْهُ
وَمَا خَابَ فِيْهَا بِعَذْبٍ ضَئِيْلُ
بِهَا مِنْ رُفَاتِ كِرَامٍ حَوَتْهُمْ
قُبُوْرٌ تَرَامَتْ وََزادَ جَدِيْلُ
وَصارُوا بِطُوْلِ غِيَابٍ خَفَاهُمْ
وَرَدُّوا بِصَوْتٍ عَلَاهُ صَهِيْلُ
فَهَذَا زَمَانٌ بِمَا قَدْ بَلَانَا
سَرَاهُ بِوَحْلٍ جَنَاهُ قَلِيْلُ
تَجُوْدُ الْقَطِيْفُ بِوَصْلِ عَطَاءٍ
وَ تَعْلُوْ بِصَوْلٍ هَدَاهُ سَبِيْلُ