هذه المحطة الجميلة هي هدية الله لابني الأصغر، محمد، رزقه الله أول مولود وكان صبيًّا في يوم الثلاثاء الثاني من مايو/أيار 2023م فلله المنة والحمد والشكر والثناء على عطاياه! في مرحلة ما من العمر تبدو الماديّات متشابهة، أما الأحفاد فهم من يبقى ويحمل شعلة العائلة وذكرياتها وجيناتها. ولكي تتم الفرحة أعطيناه اسمَ نبي الله يوسف -عليه السلام-.
بين ليلٍ وصبح انتقل الابن -محمد- من ابنٍ إلى أبٍ له كنية! في هذين اليومين تعرف إلى فرحة وتعب أبيه، وسوف يعرفها أكثر في الأيام القادمة. وتعرف إلى معاناة أمه التي ولدته عندما كان يراقب زوجته وهي تلد مولودها البكر. ناموس الحياة الطبيعيّ أن تريك الأشياءَ والأمور عمليًّا ولا يكفي أن تراها نظريًّا ثم لا تفهمها!
أول دعاء للحفيد الذي طلّ أن ينبته الله نباتًا حسنًا كما فعل بمريم -عليها السلام- والصالحين من عباده {وَأَنْبَتَهَا نَبَاتًا حَسَنًا}. وأن ينمّيه في السموّ والطهارة والتكامل وأن يعيذه وذريته من الشيطانِ الرجيم. ثمّ أرجو من الله أن تكون عندي طاقة أستمتع بهذا الحفيد ومن يأتي بعده من الأحفاد والأسباط؛ هم أبناء الغد والمستقبل وأنا ابن الأمسِ والماضي. حين يكون يوسف ابن عشر سنوات، يكون جدّه -إن بقي على هذا الكوكب- خطا خطواتٍ ثقيلة في العقدِ الثامن من العمر.
حقًّا، يكون ممتعًا إن بقيتُ في محطات كثيرة تحصل له في حياته؛ أتعلم منه ويتعلم مني؛ أحكي له بعض حكايات الماضي وأقف إلى جانبه يوم حصوله على شهاداته العلمية ويوم يختار شريكة حياته وفي ليلة زفافه! إذن تكون أسعد أيام حياتي.
لو كان لي رأي لقلت: زوجوا أبناءكم باكرًا إن استطعتم! الزواج المبكر يعطيكم مدة أطول قبل أن يسوء مزاجكم وتقل طاقتكم عن مجاراة الأحفاد وقضاء الوقت معهم. ومن يتزوج من الأبناء عليه أن يفكر في الإنجاب دون تأخير طويل! ومن الملاحظ بينما كان الجيل السابق ينجب باكرًا، أبناء هذا الجيل يترددون كثيرًا؛ ننجب؟ لا ننجب؟ والأجداد والجدات ليس لهم من الأمر سوى الانتظار والترقب!
الشبان والشابات: مشاغل الحياة لا تنتهي والعمر يمر سريعًا ونخلق ألف عذرٍ وعذر من أجل تأخير إنجاب طفلٍ أو طفلين! ثمّ لا نحصد لقاء هذا التأخير إلا الندمَ والأسف على أننا تأخرنا في أهم مشروعٍ في الحياة!