لغدً أجمل

رسالتنا من القلب لأبنائنا وبناتنا أن تبذلوا قصارى جهدكم في البحث عن الفرص، فإن الحياة لا تعطي إنساناً، إلا إذا وجدت فيه روحاً من الصلابة، فلا تجعلوا في أنفسكم سبباً واحداً لليأس.

عليكم أيها الأعزاء فلذات أكبادنا بروح الاستمرارية في العطاء، لا للتوقف عند أي مطب يصادفكم في الحياة، فإن الإرادة القوية والعزيمة الصادقة، ولا شيء أقوى منهما بعد التوكل على الله القدير، وهي من تجعل الفرد منكم يمضي على الأشواك المؤلمة، وتمنحه ألف سبب للصبر والاستمرار إلى الأمام ومن دون الالتفاف إلى الوراء، حتى يحقق الفوز والنجاح.

إن تلك التحديات والصعوبات على سبيل المثال، في كسب التعليم أو التوظيف والزواج وتحسين المعيشة، قد لا تختلف من حيث الهدف والمضمون عن الذين سبقوكم من أجيال، فالمطلوب فقط “المبادرة والإخلاص في العمل” وعدم الاستماع للمحبطين، ولا يقف أحد منكم عاجزاً في السعي بجد واجتهاد، وراء العمل بما يتاح له من فرص، مرحلة انتقالية على الجميع، لخطط مستقبلية، تلوح في الأفق نحو طريق التقدم والارتقاء بإذن الله.

بالإضافة لما توفره الدولة – حفظها الله – من الفرص الوظيفية في القطاع العام الحكومي، وظائف الخدمة المدنية من التخصصات والمهن المختلفة كالتعليم والمالية والصحة والقضاء والدفاع والبيئة والطاقة والإعلام وغيرها من الوظائف والمهن المدرجة حسب الخطط التنموية والاقتصادية، هناك كذلك العديد من الفرص المتاحة في القطاع الخاص الأهلي، كالمبيعات والتجارة، المنشآت الصغيرة والمتوسطة وحتى الكبيرة، خدمة العقار والبناء والهندسة المعمارية، وخدمات السفر والسياحة والترفيه، وفي مختلف المجالات الحيوية المتعددة والمتجددة يوماً بعد يوم.

إن الطاقة الشبابية هم الثروة الحقيقية وهم صمام الأمان وهم القوة والقياس في تقدم الأمم أو تأخرها، وهذا يستدعي من الجميع مد يد العون ومساعدتهم بسخاء وإعطاءهم اهتماماً، وإن ما تقوم به حكومتنا وفّقها الله من تطوير للقدرات والكفاءات، يؤكد الحرص والإصرار على بناء الإنسان السعودي وتوفير كل متطلباته الحياتية والمعيشية والأمنية ليعيش حياة كريمة هادئة ملؤها السعادة والازدهار.

إن تأمين الاستقرار الوظيفي لهؤلاء الشباب والشابات أبناء الوطن، هو من الواجب الديني والإنساني والوطني، وهي أمانة في أعناق أصحاب المؤسسات ورجال الأعمال، وهي عملية تساعدهم على متاعب الحياة وتكوين الأسرة، وتساعد العاملين على الاطمئنان والحفاظ على وظائفهم وزيادة شغفهم بالعمل في المؤسسة لفترة طويلة، وتشجع على تحقيق الرضا الوظيفي وتعزيز الروابط بين الموظفين وإدارة المؤسسة، كما لها الهدف السامي العظيم، إلى تقليل حدة الانحراف والبطالة، كما ينبغي القيام على تعزيز الأمان والاستقرار النفسي للموظفين، وتوفير فرص تطوير المهارات والتدريب المستمر لتحسين أدائهم وتعزيز قدراتهم، تأمين الاستقرار الوظيفي يساعد على تقليل تكلفة التدريب واستبدال الموظفين، ويجعل المؤسسة أكثر جاذبية للموظفين من الشباب والشابات السعوديين الطموحين.

أبناؤنا بناتنا، أنتم ولا مجاملة، ممن نعتز بكم ويفتخر بكم الوطن، كما ذكر ذلك سيدي صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد رئيس مجلس الوزراء موضحاً – حفظه الله – أن ثروتنا هم شبابنا في افتتاحية نص رؤية المملكة 2030، في إبريل 2016، أكد سموه الكريم على دور الشباب قائلًا: “ثروتنا الأولى التي لا تعادلها ثروة مهما بلغت: شعبٌ طموحٌ، معظمُه من الشباب، هو فخر بلادنا وضمانُ مستقبلها بعون الله، ولا ننسى أنه بسواعد أبنائها قامت هذه الدولة في ظروف بالغة الصعوبة، عندما وحّدها الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -طيّب الله ثراه-. وبسواعد أبنائه، سيفاجئ هذا الوطن العالمَ من جديد”.

نعم: أنتم من يملك الوعي والثقة بالنفس، ويملك القدرة على إدارة شؤونه الخاصة، تتميزون بقدرة التواصل مع مجتمعكم، وتعزيز روابط الأخوة والصداقة وثقافة الحوار رغم بعد المسافات واختلاف الثقافات والبيئات، أشياء كثيرة ومتعددة رائعة وإيجابية، رؤية ثاقبة ومسؤولية واعية، إنجازات عظيمة ومشرّفة، في العمل الاجتماعي والتطوعي، يد واحدة متعاونة، انتماءً وتفانياً في خدمة وطنكم ومجتمعكم يشهد بها الجميع لكم، وفّقكم الله وحفظكم ورعاكم، وإلى غد أفضل بإذن الله.



error: المحتوي محمي