عبد رب الرسول حسن ناصر آل شهاب القديحي القطيفي

رجل العطاء الوجيه الحاج / عبد رب الرسول حسن ناصر آل شهاب العصامي المكافح ولد طفلًا وتربى فتىً ونشأ شابًا في أسرة محافطة متواضعة الحال {في بلدة القديح – محافظة القطيف – شرق المملكة العربية السعودية} أجبرته الحياة القاسية في سن مبكرة أن يتجول في طرقاتها الضيقة وبين نخيلها الباسق يسبح في مياهها المتدفقة معتمدًا على نفسه في طلب العيش وسد حاجته حال أبناء جيله إلا أن هذا البلبل الجميل الوادع غرد خارج سربه حتى لامس سماء المجد.

اشتغل بالأعمال الشاقة ثم التجارة البسيطة إلى أن حلق سراعًا صقرًا فنسرًا مفترسًا للأعمال ينافس أكبر العاملين في مجالها، فأحد وجهاء المنطقة البارزين، يشار إليه بالبنان، من حوله “إخوانه” يشدون عضده حتى صنع منظومة تجارية متعددة الخدمات والأغراض متفرعة إلى عدة مسميات متطورة تواكب مقتضى الزمن وحاجاته.

ومع ما وصل إليه من مكانة مرموقة تجاريًا واجتماعيًا إلا أنه دومًا يربط حاضره بماضيه ويتذكره باستمرار ويعتز به {لا يتنكر إليه كما هو حال البعض} فيزيد تواضعًا ومحبة للناس ودماثة أخلاق وانضباطًا وهذه جعلته يتحسس ما يلاقيه ممَن هم حوله من صعاب ويتألم لما يصيبهم، يمد لهم يد العون فيما يحتاجون، يشارك في جميع المشروعات الخيرية، حصيف الرأي، يملك ثقافة المتعلمين ومنطقهم ومحادثتهم “بالرغم من عدم التحاقه بمراكز تعليم بدائية أو نظامية” في التوجيه والفكر السديد الذي يؤخذ به، وله قصب السبق في كل ذلك، وما يقترحه له مكانة التقدير والاحترام، حكيم لين اللسان لبق المعاشرة عالي الدبلوماسية في حواره مع مَن يخالفه أو يختلف معه، مكنه جوده وسخاؤه وإخلاصه لوطنه من معرفة الأنظمة فأصبحت له وجاهة مقبولة أينما كان وحل، وما تقدم له أحد لقضاء حاجة إلا لبى طلبه إن كان من مجتمعه أو خارجه مادية كانت أو معنوية يعرفه أو يجهله على حدٍ سواء وإن كان على حسابه الخاص وراحته وصحته.

بقي هذا الرجل المعطاء شامخًا مع اعتلال صحة وشدتها في السنوات الأخيرة عليه كلما مرت الأيام وهو يتابع أعماله وخدمات مجتمعه ويقضيها، يحضر جميع المناسبات يسأل عن أرحامه وأصدقائه ومَن يهمه أمرهم يتفقد أحوالهم في بلده كان أو من على سرير مرضه الأبيض في مدينة “لندن” عاصمة المملكة المتحدة “بريطانيا” حتى وافته المنية فيها يوم21 جمادى الآخرة 1439 هجرية، ووصل نعيه فخيم الحزن خصوصًا على أولاده وإخوانه وأرحامه وأصدقائه وعارفيه على قدر عطائه ومحبته وحبه لهم بحسرة وحنين وفي يوم25 جمادى الآخرة 1439 هجرية، وصل جثمانه إلى حيث مسقط رأسه وشيع من حسينية الرسول الأعظم -صلى الله عليه وآله- “شهاب” إلى مثواه الأخير {في مقبرة الحليلة} تشييعًا مهيبًا بمشاركة جموع غفيرة من مختلف الشرائح الاجتماعية والجنسيات من المحافظة وما جاورها ومن المناطق الأخرى غصت بهم الطرقات، نعاه الوجهاء والكتاب والشعراء وقنوات التواصل وأثنوا عليه وعلى إنجازاته وجهوده المبذولة وتحسروا لفراقه.

رحمه الله وأسكنه جناته وجزاه خيرًا على أعماله وبفقده خسر الوسط الاجتماعي خيرة رجاله ولكن ما يطمئن أن خلفه “أولاده” إن شاء الله وفي مقدمتهم رجل الأعمال الوجيه ابنه {علي} يحذون حذوه في أعمال الخير وخدمة المجتمع وأول طلائع خدماتهم الاجتماعية تشييد وبناء مستوصف متكامل في بلدة القديح على نفقتهم الخاصة برًا بوالدهم، وعمل يشكرون عليه.



error: المحتوي محمي