طرفة
عام 1418هـ، بدأت تقنية الإنترنت في الانتشار في المنطقة. وفي مدينة قم كنت أمتلك جهاز كمبيوتر ولم أكن أستخدمه إلا للكتابة وعرض بعض السيديهات وبرنامج الرسم وإنجاز بعض المهام البسيطة، وكنت حينها من أوائل مستخدمي الكمبيوتر من طلاب العلم.
ولم أرَ صفحات المواقع إلا في التلفزيون، وسمعت أن مؤسسة أهل البيت (ع) بقم تقدم اشتراك إنترنت،
فذهبت إلى المؤسسة، وأُنشئ لي حساب وأُعطيت كلمة المرور (الباسوورد).
ولكن وبعد محاولات عديدة لتفعيل الاتصال بالشبكة العنكبوتية لم أفلح في ذلك، فاستعنت بأحد الطلبة الذين لهم خبرة ولهم قصب السبق في استخدام الإنترنت، ذهبت لمنزله وطلب مني كلمة المرور ليحاول تفعيل الشبكة، فطلبت منه أن ينتظر قليلًا ريثما أذهب للمنزل وآتي بالمطلوب.
وبعد قليل دخلت مجلسه حاملًا جهاز الكمبيوتر على ظهري ظنًّا أن هذا ما طلب مني، فقال لي: ماذا تفعل يا شيخ؟! فقط تأتي بالورقة المكتوب فيها الباسوورد.
أخذ الجهاز من على ظهري، وسجّل كلمة المرور وبدأت الشبكة في العمل، وكان خطئي أنني حسبت ألّا فرق بين الشَّرْطة السفلية والشرطة العلوية!
مذكرات المنتديات
بعد ذلك بدأت رحلة اكتشاف المنتديات يومًا بعد يوم، سجّلت في (منتدى الحوار الثقافي) الذي كان يديره شخص عراقي مقيم في كندا.
وكان المنتدى يعج بالأدباء والشعراء الكبار، ثري بالنقاشات العلمية والأدبية الأمر الذي دفع مدير المنتدى ليزور قم للتعرف علينا عن قرب إعجابًا منه بنا، ونُشرت نقاشاتنا في المنتديات الأخرى على نطاق الوطن العربي.
وكان المدير يسمى (عرفج)، وأتذكر منه كلامًا عن قصيدتي (ما سقط من معلقة امرئ القيس) يقول: هذه القصيدة معلقة في حائط غرفة نومي؛ بحيث إذا قمت من نومي وأنا على سريري تواجهني مباشرة.
وأشكر الشاعر الوفي صالح الدعيبل الذي أهداني كتاب عبارة عن تجميع المشاركات في المنتديات التي شاركت فيها، ويبلغ عدد صفحاته 288 صفحة، وهذا من الكنوز الخاصة، كان اسمها (كانوا هناك ذات همس)، وعندما أقرأ فيه أتذكر أنهم جماعة من فحول الشعر والنقد والأدب.
لذلك سوف أنشر بعض المقتطفات بعنوان (مذكرات المنتديات)، وسأنشر أول المقتطفات حول قصيدتي (ما سقط من معلقة امرئ القيس) في الأسبوع القادم إن شاء الله.