في مرحلة ما كنت أعيش العشوائية في بعض أمور الحياة والكثير منا ما زال عالقًا هناك.
العشوائية هي أصل الفوضى وعدم النظام والاتزان والتوازن، ولعل السبب الرئيس للعشوائية هو درجة وعي الإنسان بالأمر ذاته، وأهم ما تعلمته بعدها هو أن أتقبل نسختي القديمة وأجد لها العذر والأهم هو ما وصلت له الآن، وأن أواصل السعي للوصول لأفضل نسخة مني، إلا أن العشوائية قد تكون عند بعضنا في أمور أساسية وقرارات مهمة جدًا في الحياة.
مثال: أن شخصًا في مقتبل العمر وفي أوج الشباب ولا يملك خطة واضحة عند قراره بالارتباط والزواج، ويجهل تمامًا دوره في العلاقة وحقوقه وواجباته، وماذا يريد؟ وهل ما يريده أصلًا هو رغبته؟.
وهل قام بإصلاح نفسه وشخصيته وما عنده من عيوب وصدمات أثرت في نفسه في مرحلة الطفولة وشكلت شخصيته اليوم؟ وهل يعرف نوع المعتقدات المتعلقة بالزواج أو الجنس الآخر ومدى صحتها ومصدرها عنده؟ وكل هذا من أجل نفسه أولًا، ومن أجل المقابل الذي سيكون معه، ومن أجل أطفاله ومصير العائلة المستقبلي،
وما مواصفات الشريك الذي يريد أن يعيش معه بقية العمر؟.
(بقية العمر) جملة كفيلة بأن تجعلنا نسعى إلى تطوير أنفسنا لنكون أُمنية من نتمنى الارتباط به، وهل نعرف العقبات الواردة التي تعيق سريان طاقة الحب والعطاء في هذه العلاقة المقدسة؟ وهل نعرف ثقافة الفطرة السليمة التي ما إن رجع لها كل من الذكر والأنثى انتهت كل المشكلات؟.
وتتوالى العشوائية بعد أهم قرار تم أخذه عشوائيًا، وقد تصل لإنجاب طفلٍ دون تهيئة الزوجين واستعدادهما، ودون ثقافة عن كيفية تربية الطفل، ولا أقصد هنا رعايته أبدًا، بل تربية ينتج عنها فرد صالح في المجتمع، وما الأثر المترتب وراء هذه النتيجة؟ والتربية التي يجب أن تبدأ قبل الإنجاب منذ بدء وضع الخطة، والحذر كل الحذر في التربية من السير على خطى السابقين بجهالة وتبعية دون وعي الأثر،
وزد على هذا إضافة طفل ثان دون خطة واضحة، هل قدراتي النفسية والمادية ووقتي وأولوياتي تسمح؟ هل عالجت أخطائي؟ هل أصلحت نفسي وربيتها وأنا قادر على أن أربي أطفالًا أقدمهم للمجتمع ولهم قدرات على وضع بصمتهم في الأرض بالخير والصلاح؟.
العقلية العشوائية = تفكير عشوائي + قرارات عشوائية + تخطيط عشوائي والنتيجه غير مرضية بالتأكيد، كلنا نملك الإمكانات التي نتخيلها والتي لا نتخيلها ولكن الأهم ماذا تستخدم منها؟ فأنت المشروع وأنت القائد وأنت المنفذ.