الأب الروحي لطلاب مدرسة القطيف الثانوية.. السيد طالب العوامي

عندما تكتب عن شخصية فإنك تريد أن تُعرّف الناس عليها من خلال الزمان والمكان والمحطات العمرية والمناقب والآثار، ولكن عندما تختزل تلك الشخصية كل هذا لدى المتلقي في جملة واحدة فإن ذلك يُسهل ويُصعب عليك الكتابة عنه في آن واحد فمن جهة فالكل يعرف من تكتب عنه ربما أكثر منك وهنا الصعوبة وأيضًا الكل يعرفه وبالتالي لن تجد صعوبة في تعريفه لهم.

السيد طالب العوامي أبو السيد منير، الأب الروحي لطلاب مدرسة القطيف الثانوية في الحقبة الزمنية التي امتدت من نهاية السبيعنيات وحتي نهاية العشرة الأولى من الألفين، لأكثر من أربعين دفعة من طلاب القطيف كان ملجأ الطالب في ثانوية القطيف في موقعها القديم بقرية الدبابية من خلال المركز التمويني (البقالة) التي كان يديرها بنفسه ومع وجود بقالات أخرى للسيد آل إسماعيل والخباز أيضًا، إلا أن السيد طالب كان يتميز بأنه أعطى علاقته مع أبنائه الطلاب طعمًا خاصًا من الرعاية والحنان والإرشاد، فالكل بلا استثناء يرى فيه النصح والتربية فوق ما يناله من التعليم في الثانوية، وكم كانت له مواقف في توجيه الطلاب لما فيه مصلحتهم وأنا واحدٌ منهم وكنت أرى فيه أبًا مؤدبًا ومعلمًا ومرشدًا، وإذا مر يوم لا أذهب فيه إليه في البقالة كنت أحس أني متغيب عن المدرسة ذلك اليوم، وحتى بعد تخرجنا فيها لم ينقطع حبل الاتصال والتواصل بيننا فكان هو المقصد في كل الفترات التي نتواجد فيها وكنا نزوره لننهل منه ما يفيدنا في المواقف الصعبة في حياتنا بتوجيهاته القيمة، وأخذه المرض وإغلاق البقالة وانتقال ثانوية القطيف لموقع آخر، واليوم نودعه في يوم العيد الأول من شوال عام 1444هـ.
فرحمك الله يا أبا سيد منير.



error: المحتوي محمي