نفحة من شعلة الوفاء

للحاج حسن بن علي بن حسن الزاهر أبي علي رحمه الله برحمته الواسعة، وهو يهبنا أجمل سني عمره ويجسد فينا أيقونة الوفاء المجتمعي والرياضي بخلقه الرفيع ومحبته العارمة لناديه نادي السلام ومريده


هل أفتح الموتَ أم أرثي بك الجّملا
أم أستعيدُ فماً بالحزن قد ثملا
أم أمنح الصفة الإنسان دالية
بآخر من غداة تنضج الوجلا
أسائل الوقت عن فوضى تعثره
ولا يجيب سوى ما أرهق المقلا
من أين أبدأ هزّ الشوق في لغتي
كيما ألامس منك العمر لو ذبلا
يا فاتحا من رحيق الأمس تذكرة
من الحياة تربي الطفل والرجلا
أجيء ملء حروفي فيك معرفة
لو يدرك الموت من إنسانك المثلا
لو يعرف الموت ماذا يحتويك ندى
لأجل الوقت عن جنبيك وانفتلا
لو يعلم الموت ما يحدوك من شغف
لما أقامك بين الناس مغتسلا
لو ينصف الموت أحيانا لما انسكبت
على يديه نصال تجرح الأجلا
لكنها دورة الأعمار تنبؤنا
أن المقادير لم تشرع لها الفشلا
وإن وردا سماوي الجهات إذا
تحزّم الموت شدّ العمر مرتحلا
أبا عليِّ وكاد الصمت يجهشنا
على النداء لنتلو بعدك الطللا
يا زهرة الأنس حين الصدق تلمسه
كف الوفاء الذي في قلبك امتثلا
هذي معانيك وهي الآن فائضة
فيها التفاصيل تضفي اللحظة الأزلا
أبا علي ويكفي منك منقبة
روح التفانيْ التي أترعتها البللا
منذ كنت تدرج بين الصحب كنت لهم
خير المعين إذا ما جربوا البدلا
كانت مدارجك الأحلام ترفعها
نحو السمو الذي من ظلك اكتحلا
أيقظت فيك سنيّ العمر باصرة
حيث الأماني التي تجلو بها الزغلا
ورحت تُسهرك الأنفاس ملتبسا
وضح الطريق إذا ما يمم الخللا
لا لم ترح ركبة الأعوام من تعب
ولم ترح ساعدا أرخى بك العضلا
ستون عاما تحثّ العزم في ثقة
أبا الوفاء الذي فيه الوفا كملا
وكيف صنت من الأيام أصعبها
فلم يرعك بها ما يورث المللا
وحيث كل بسيط فيك تودعه
عين المحبين أنمى الطيب الجزلا
لأجل عوام تُمضي القلب مشتغلا
بما تقدم من شوط الهوى وصلا
وذا السلام الذي آزرت رفعته
سلالما تترقي الأعوام والشعلا
ربّيت فيه البطولات التي كبرتْ
معاك حيث دعاءٌ يوقظ البطلا
بين الميادين تحثو العمر في رئة
تسلقتك إلى الأجيال محتفلا
مازال يذكر منك النشأ نافلة
من المحبة تحدو الصبح مقتبلا
نعم رحلت ولم ترحل هنا لغة
يضجّ منها سعال الصدر محتملا
ما بين قوسين من نبلٍ ونبض هوى
لك التواضع كان القلب والنزلا
وذا التصبّر ابنٌ في حقيقته
إذا تأخر برج الحظ أو أفلا
يا أيها الجار الذي تحييك جيرته
إذا أطلّ بوجه يوشكُ الخجلا
عذبتَ معنى تجلى في بشاشته
وكم تذاكرُ خلا بالمكان خلا
فذي مزاياك التي يشدوا الجميع بها
فأين منها المنى التحياه مشتغلا
أبا علي وكيف الموت هل كبرت
عليك غربته أم نحن من أمِلا
يا سيرة الطيب هل وافيت من رحلوا
من كنت تذكرهم للمكرمات علا
أم أنت تبصرنا من خلف أوسمة
تكاد تفضحنا لو ندرك الأجلا
نعم شهور مضت لكن بداخلنا
نراك توقظ جمر الحزن منفعلا
وأنت تسلك درب الغيب قلت
لنا نمسد الضوء باسم الحب مبتذلا
هنا مشيت هنا ألقيت أسئلة
هنا وقفت هنا دللت ما عضلا
ولم يزل منك خدن الشوط ما نسجت
كفّ المسافة أو من روحك اتصلا
فذي بنيك وذي أخوانك اتحدوا
على خطاك كما عودتهم سبلا
كما زرعت زقاق العمر تضحية
بالأمس سنبلة تستهجن الأسلا
بالشوق جاؤوا إليك الآن أفئدة
تدعو إليك بأن تستأنف العملا
فنم قرير هوى في خير منزلة
كما تحب بمن واليت مبتهلا
واهنأ بدار المنى في عزّ صحبة من
همُ الصراط الذي بالحق قد كملا
عسى يناديك ساقي الحوض في أثر
إلى قراه بما أغلى وما اشتملا
فما الفراديس إلا قلب مدركها
وما الجنان سوى بالله ما اتصلا



error: المحتوي محمي