قوة العقل والتفكير

إن من يزرع زرعًا يحصد مثل ما زرع، فمن زرع تفكيرًا إيجابيًا سيعيش حياة هادئة ملؤها السعادة والنجاح، ومن -لا قدر الله- زرع تفكيرًا سلبيًا، فإنه سينعكس عليه بحياة تغمرها الكآبة والإحباط والفشل.

إن قوة العقل وكمال صحته، يرتبط تمامًا بما يناله الإنسان من تفكير وتفكر سليم، وهي صفة من صفات الكمال، وميزة وهبها الله -عز وجل- الإنسان وكرمه الله بها عن سائر المخلوقات، فالمؤمن متى تمسك بها نال شرف الدنيا والآخرة، وعن الإمام علي، إمام الإنسانية والعدالة، ونحن نعيش هذه الأيام، الذكرى الأليمة، استشهاده ظلمًا وعدوانًا، وحيث روي عنه -عليه السلام- أنه قال: “العقل أغنى الغنى، وغاية الشرف في الدنيا والأخرة”، وقوله -عليه السلام-: “لكل شيء غاية، وغاية المرء عقله” وما ورد، أن الله -جل جلاله- بعث الأنبياء والرسل لإثارة العقول، قول الإمام -عليه السلام-، مرشدًا وواعظًا: “بعث فيهم رسله وواتر إليهم أنبياءه، ليستأدوهم ميثاق فطرته، ويذكروهم منسي نعمته، ويحتجوا عليهم بالتبليغ، ويثيروا لهم دفائن العقول”، وعنه /عليه السلام- أنه قال: “الروح حياة البدن، والعقل حياة الروح”.

فالمطلوب من الإنسان التفكير فيما يدخل إلى عقله من أفكار، لأن ما يدخل في العقل يترك أثرًا مباشرًا، أما أن يكون لسعادته أو لا قدر الله سبب في شقائه، ومثلما هو مدعو للتفكر والتدبر فيما يدخله في عقله، فهو مدعو للتفكر فيما يدخله في بطنه من طعام قد يؤدي إلى تسممه ومرضه لا سمح الله، كما ينبغي علينا أن نمنع الأخرين من القيام بمهمة “التفكر والتدبر” بدلًا منا، لأنهم قد يزرعون فينا، الفشل والتشاؤم والإحباط، وضعف الشخصية، فسلوك الإنسان ناتج عن المشاعر، والمشاعر ناتجة عن نمط التفكير المدخل في العقل، فالمرض الفكري أخطر من المرض الجسدي، بل إن المرض الجسدي انعكاس للمرض الفكري، مما يستدعي علينا مراقبة التفكير فهو أمر مهم للغاية، فهو يساعد على السيطرة والتحكم، لئلا يصدر منا ما يضر بعقولنا وأجسادنا والآخرين.

ونختم القول، انطلاقًا من قاعدة “كما تفكر تكون” فإن تفكير الإنسان الإيجابي، يلعب دورًا مهمًا في الإحساس بالشباب أو الشيخوخة، فقد يكون شيخًا إلا أنه يفكر تفكير الشباب ويشعر بمشاعرهم في الصحة والحيوية والنشاط والحماس والشغف، ويساعده على استمرارية التغيير في نمط الحياة إلى ما هو أرقى وأجمل.



error: المحتوي محمي