وجوه في «حرفيون 2».. من سيهات.. حكيمة أبو المكارم أنموذج لـ تميز ذوي الهمم بـ«تراث أجدادنا»

أثبتت أعمال حكيمة عبد المجيد علي أبو المكارم، تحديها للمشكلات التي تعاني منها في السمع والنطق والنظر، حيث استخدمت خيالها وعلو همتها أمام كونها من ذوي الهمم لإنتاج أعمال يدوية تراثية مع لمسات مستحدثة بدون أي تدريب أو تعليم من أحد، لتبهر بها زوار مهرجان “حرفيون 2” بحديقة الناصرة.

بداية بالأساور
وتعاني ابنة سيهات مشكلات سمعية ورثتها عن عائلتها منذ ولادتها أثرت على نطقها كذلك، لكن معاناتها لم تكن حجر عثرة أمام صنع بصمة لها في مشروعها الخاص، فمنذ ما يقارب ثماني سنوات بدأت حكيمة مشروعها الذي كانت بداياته مع صنع الأساور حيث كانت تقلد كل شيء تراه، فالأساور كانت مفتاح البداية فكانت تعمل كمية من الأساور وتبيعها لسيدة من سيهات لتبيعهم بدورها إلى آخرين.

وانتقلت بعدها لتستغل العلب الفارغة أو السلال الموجودة لدى أهل زوجها، وكانت تستعين بوحي خيالها حيث لم تكن ترى مقاطع في اليوتيوب أو غيره، فتجرب فيهم وفي بعض الكراتين، لتصنع منها شيئًا ينفع في مواسم المحرم أو مناسبات المواليد، فكانت تشتري الأقمشة لتغليفها، وتحاول أن تطور من إنتاجها في عملها فكانت تعمل أي شيء تشعر بأنه مقبول وذو شكل جميل.

تطور متجدد في الأعمال
حين تقف مكانك دون تطوير وتغيير فأنت تعلن الهزيمة وحكيمة لم تعلن هزيمتها أبدًا لأنها كانت تبحث عن صنع الجديد والمطور، فعملت في صنع الدمى من القطن، فكانت تخبر أخوات زوجها إذا كان لديهم قطن لا يستخدمونه أن يزودوها به فكانت تصنع منه دمى بأشكال مختلفة، وصنعت أيضًا وسائد ومساند، وبإمكانها عمل جلسات للكنب، إضافة لعملها مباخر وعلبًا لماء الورد بأشكال عديدة، وأطواق شعر حتى أن أي أحد من أهلها إذا أراد منها صنع طوق لمناسبات الزواج أو الخطوبة أو المواليد كانت هي تعمل على صنع طوق متناسق مع ألوان الفساتين وخاماتها.

وتسعى حكيمة لاستغلال وقت فراغها لتصنع أشياء من وحي إبداعها وبدون مساعدة، وبدون أي دورات فهي لم تأخذ أي دورة في عملها، ودائمًا يكون عملها متقنًا ومن يبتاع منها يعلق على إتقانها الشديد لعملها.

وهذا ما أكدته أخت زوجها إنعام المرزوق حين علقت على عدم مساعدة أحد لها في صنع أعمالها وإبداعها دون تعلم من أحد بقولها: “نحن أخوات زوجها وحتى أخواتها ليس لدينا ميول للأعمال اليدوية”.

وأشارت كذلك إلى أن حكيمة رسامة أيضًا فحين يطلب أحد من أهلها رسم شيء لأولاده في المدراس فمجرد رؤيتها للصورة المطلوبة ترسمها طبق الأصل وتكون بصورة متقنة.

تراث أجدادنا
بالأقمشة الخضراء والملونة والتي تتزين بالنقوش الذهبية حيث نرى فيها صورة لتراث الأجداد اختارت حكيمة أن تسمي مشروعها بتراث أجدادنا مع سعيها لإبراز التراث وتطعيمه بالصورة الحديثة والمطورة.

إكمال ناقص
الزواج ليس إكمال رجل بامرأة من ناحية الجنس فقط، ولكنه إكمال من كل النواحي لهذا يُعبر عن شريك الحياة بالنصف الآخر، وحكيمة وجدت نصفها الآخر المعين لها حين وجدت زوجها باسم المرزوق الذي هو أيضًا من ذوي الاحتياجات الخاصة حيث لديه ضعف ذهني وأثر ذلك على عدم إكماله لدراسته فبات لا يعرف القراءة والكتابة.

وحكيمة إذا كانت قد وصلت للصف الرابع فقط في دراستها لكنها تعرف القراءة والكتابة مع وجود صعوبة في الفهم وحاجة لمساعدة أحد من العائلة أحيانًا، فهو ينوب عنها بما يستطيع فحين تعجز عن السمع والنظر أو النطق يساعدها في مشاركاتها في المهرجانات ليكون سمعها الذي تسمع به ونظرها الذي ترى به ونطقها الذي تنطق به، فهو يقف إلى جانبها دائمًا؛ حيث إنها عانت منذ صغرها من ضعف السمع لكنها حاليًا تستعين بسماعة لأذنها فهي لا تسمع بدونها، وهي تشارك زوجها في مواجهة صعوبات الحياة وغلائها حيث إنه لا يستطيع القيادة ولا العمل لأمّيته.

طموح ومشاركاتها
وتطمح حكيمة أن تكون الأعمال التي تعملها والتي تحاول أن تتفنن فيها وتبرز فيها بصمة فنها، والتي تعمل على التجديد فيها بين فترة وأخرى لإنتاج أشياء وإبداعات جديدة.

وشاركت حكيمة في عدة مهرجانات من ضمنها مهرجان بسيهات قبل عدة سنوات، وفي مهرجان البراحة، وفي مهرجان الرامس بالعوامية قبل فترة، وحاليًا شاركت في “حرفيون 2” الذي يقام في حديقة الناصرة والذي جاء بتنظيم من مكتب الضمان الاجتماعي بمحافظة القطيف، بالشراكة مع بلدية المحافظة وجمعية التنمية الأهلية بالمحافظة، على مدى 10 أيام ويختتم اليوم الثلاثاء 13 رمضان 1444هـ.

واختتمت بالتعبير عن سعادتها بالاشتراك في مهرجان “حرفيون 2” والذي كان فرصة لمعرفة الناس بمشروعها حيث قالت: “إنني سعيدة لكثرة إقبال الناس على المهرجان”.




error: المحتوي محمي