وجوه من «حرفيون 2».. من صفوى.. صدفتان تدخلان هدى الحايكي إلى عالم الطباعة الحرارية والعمل بـ ورق الكاميو

لا شيء يأتي صدفة، لكن أبواب الرزق قد تساق للشخص وتتهيأ له الظروف ليشكّل رقمًا خاصًا في نوعية رزقه الذي اختار اسمه؛ فصدفة أن يترك أحدهم مشروعه لعدم التفرغ لم يكن صدفة واقعًا كما ظنت هدى حسين عبدالله الحايكي، حين لم تتفرغ زوجة أخيها لمشروع كانت قد بدأته، فقررت هي أن تبتاعه منها ليكون مشروعها الخاص، وتنطلق به في عالم الطباعة الحرارية، لتكمله بعد ذلك بإبداعات أخرى كالريزن وورق الكاميو.

البداية مع تجارب خاسرة
تحكي ابنة صفوى عن مشروعها الذي درج سنته الثامنة، والذي قامت فيه بتدريب نفسها ذاتيًا لتدخل عالمه، حيث تقول: “في البداية كنت أشاهد فيديوهات تعليمية وأبحث في الإنترنت عن نوع الخامات ودرجة الحرارة والوقت المناسب لها في الطباعة”، وعقبت متأسفة: “بالطبع كنت أجرب وأخسر الكثير من الخامات، ولكن من تشجيع زوجي كنت أواصل المحاولة حتى تعلمت وتعرفت على المكبس وأنواع الخامات والورق المناسب لها”.

وتضيف: “في البداية كنت أطبع على الأكواب، و”التيشرتات”، وبعدها أدخلت خامات كثيرة منها الخشب والسيراميك وأغلفة الجوال، والشنط، والمحافظ، وإكسسوارات السيارة، والميداليات، حتى دخلت بعدها إلى عالم الطباعة المائية”.

تدريب ذاتي
وعن كيفية تعلمها لإتقان الطباعة الحرارية ذكرت أنها اعتمدت على التعلم الذاتي من اليوتيوب، والبحث في الإنترنت بإلاضافة إلى سؤال أصحاب المحلات التى تشتري منها الخامات عن الوقت والحرارة لكل خامة، مضيفة: “لكن لم يكن ما يقولونه مفيدًا لي في كل الأوقات، وذات مرة كنت أبحث بالصدفة في اليوتيوب ووقعت عيناي على قناة تدعى “بادعام” وهي قناة جميلة جدًا حيث إنهم متخصصون في الطباعة، وشرحهم وافٍ جدًا”.

صدفة أخرى وفن جديد
لم تكتفِ هدى بدخول الطباعة الحرارية والمائية التي كانت تصنع فيهم مختلف التوزيعات من التغريسات و”التاقات”، وكروت الكشط، والبوكسات، وكروت التوزيع المختلفة بل أدخلت فن الريزن لتصنع أشكالًا من ميداليات الحروف وتعليقات السيارات.

وتعود الصدفة لتلاحقها لتضيف بابًا جديدًا لرزقها لتعمل في ورق الكاميو الذي يستخدم لعمل ورود التزيين، وتحدثت عن هذه الصدفة بقولها: “في إحدى المرات التي شاركت فيها في أحد المهرجانات في صفوى، رأتني إحداهن وأنا أقص أوراقًا لكبسها على التيشرتات، فقالت لي أن القص اليدوي متعب لماذا لا تفكرين في الاستعانة بمقص إلكتروني فإنه سيريحك من هذا التعب؟، ونصحتني بالكاميو ودخلت وبحثت ووجدته عالمًا جميلًا جدًا، فأحببت أن أدخل فيه”.

وتابعت: “تلقيت دورة حضورية فيه لدى مها الفريد وهي من وفرت لي الجهاز أيضًا، وبعد انتهائي من الدروس بدأت في التطبيق والبحث عن الجديد في الكاميو ودخلت عالم التوزيعات وورود التزيين”.

طلبات موسمية
وعن المواسم التي تزدهر فيها الطلبات، فذكرت أنها تكون بحسب المواسم، فمناسبات الناصفة والعيد مثلًا يكون أكثر شيء فيها طلب التيشرتات والأكياس، وكروت العيدية، أما الأيام العادية فأكثر الطلبات تكون في إكسسوارات السيارة، والأكواب وميداليات لوحة السيارة.

مشاركات وطموحات
وتسعى هدى للتواجد في العديد من المهرجانات حيث كانت لها مشاركة في مهرجان صنعتي، ومهرجان الزهور الأول والثاني، ومهرجان ليالي رمضان، وفعالية اليوم الوطني في القلعة، وفعالية يوم التأسيس في أمانة المنطقة الشرقية في الدمام، ومهرجان حرفيون 1 و2.

وأوضحت أنها تطمح في أن تملك محلًا تعرض فيه كل أعمالها، وفي ذلك تقول: “إن شاء الله ذات يوم سأمتلك محلًا يحمل شعار متجري (مسك الكوثر)”.

بطاقة شكر
ووجهت هدى بطاقة شكر لكل من دعمها قائلة: “أشكر كل من دعمني في مشروعي، وأول شخص هو زوجي فهو السند الأول والداعم لي في هذا المشروع، كما أشكر كل من فتح لي المجال في المشاركات في هذه المهرجانات الجميلة التى ساعدت في انتشار متجري المتواضع”.

وتشارك “هدى” في فعالية “حرفيون 2” التي ينظّمها مكتب الضمان الاجتماعي بمحافظة القطيف، بالشراكة مع بلدية المحافظة، وجمعية التنمية الأهلية بالمحافظة، في حديقة الناصرة بمحافظة القطيف، والتي انطلقت يوم الأحد 4 رمضان 1444هـ، وتستمر على مدى 10 أيام.




error: المحتوي محمي