وجوه في «حرفيون 2».. من القطيف.. حسين الهجهوج ينقل إرثًا تجاوز 120 عامًا بصناعة الحلوى التقليدية

اجتذب ركن الحلوى التقليدية لـ حسين عبدالمجيد عباس الهجهوج زوار فعالية “حرفيون 2″، التي ينظمها مكتب الضمان الاجتماعي بمحافظة القطيف، برعاية محافظ القطيف إبراهيم بن محمد الخريف، بالشراكة مع بلدية المحافظة، وجمعية التنمية الأهلية بحلة محيش، في حديقة الناصرة بالقطيف، والتي انطلقت يوم الأحد 4 رمضان 1444 وتستمر على مدى 10 أيام.

بدايته مع الحلوى
وفي حديثه عن أسرار الرحلة التي توارثها جيل بعد جيل ليكمل مسيرة بدأت قبل 120 عامًا في صناعتها ذكر الهجهوج لـ«القطيف اليوم» أنه نشأ، وترعرع في كنف والده الذي كان يصطحبه لصناعة، وبيع الحلوى؛ منذ أن كان صغيرًا وعرف الكثير عن أسرار هذه المهنة ليغوص في خفاياها الممتعة.

تطوير مشروعه
ويستعيد “الهجهوج” ذكرياته مع الحلوى التي ظل يصنعها طوال 27 عامًا، موضحًا أن بداية الفكرة كانت مساعدة لوالده، ولكنه أحب الصنعة واحترفها، بل ووضع لمساته الخاصة بها، وسعى إلى تطوير مشروعه، وافتتاح محله الخاص الذي تباع فيه الحلوى، والقبيط، والرهش.

وقال: “هذه المهنة إرث لعائلتي بداية من جدي عباس الهجهوج – رحمه الله – الذي بدأ بمزاولة هذه الصنعة منذ 120 عامًا، حيث كان يعمل مسؤولًا في جمارك الجُبيل، متجهًا بعدها إلى ممارسة الغوص، واستخراج اللؤلؤ، ليزاول بعد عودته مهنة صنع الحلوى التي تعرّف على تفاصيلها وطريقة صنعها من أصدقاء له، وكان يبيعها في سوق “السكة”.

وأوضح أن “القبيط” أكلة محلية وخليجية من التراث القديم، مضيفًا أن السمسم ودبس التمر فقط يكوّنان طبقًا فاخرًا لدرجة أن من يتناوله لا يصدق أنه من مكونين فقط.

مراحل الإعداد
وأشار إلى أن الحلوى بنسختها التقليدية عبارة عن خليط من السكر والنشاء والماء والزيت، وهذه المكونات توضع في إناء نحاسي يحتوي على قدر من الماء المغلي، وقال: “قد تبدو العملية سهلة في شكلها الظاهر، ولكنها تمر بخطوات، وطريقة معينة وكيفية مناسبة، فالخلل في طريقة خلط هذه المواد مثلًا قد يؤدي إلى احتراقها، أو التصاقها بالقدر، وكذلك حركة اليد الدائرية والعمودية والأفقية أمر أساسي لنجاح الحلوى أو فشلها، إضافةً إلى أهمية جودة المواد المستخدمة حتى تبقى الحلوى لذيذة الطعم، ولحفظها لأطول فترة ممكنة”.

مدة الطبخ
ولفت إلى أن مدة طبخ الحلوى تستغرق من ساعة ونصف الساعة إلى الساعتين، والرهش من ثلاث إلى أربع ساعات، بينما القبيط يستغرق إعداده خمس ساعات تقريبًا، ويدوم شهورًا دون أن يتأثر عند وضعه في الفريزر.

وشرح طريقة تعبئة الحلوى مبيّنًا أنها كانت مستوحاة من البيئة البسيطة كورق الشجر، ثم علب النيدو ثم انتقلت إلى القصدير، وعلب الحديد ثم العلب الكرتونية المزينة، والمزركشة الجميلة، والبلاستيكية.

ونوّه الهجهوج المتخرج في الثانوية العامة والعسكري المتقاعد بأنه مع مرور السنوات اختلفت الأسعار حيث كانت تباع الحلوى، والقبيط والرهش في السابق بقروش وفي زمن والده أصبحت بخمسة ريالات، أما الآن فيُباع الكيلو من الحلوى بـ50 ريالًا، والقبيط بـ80 ريالًا، والرهش بـ50 ريالًا للكيلو، مضيفًا أن الحلوى الصفراء الأكثر طلبًا، وأكثر المواسم إقبالًا على الشراء هو فصل الشتاء.

وفي ختام حديث “الهجهوج” ابن القطيف، قال: “مواصلة مشوار صنعة الآباء، والأجداد مع الشغف الدائم في صناعتها والعمل عليها، هو الإيجابية الكاملة التي تدعوك أن تتقن عملك، وتورثه بحب وولع تام لأجيال تأتي بعدك مع الصبر والإصرار للوصول للنجاح والتميّز”.




error: المحتوي محمي