وجوه في «حرفيون 2».. من الجارودية.. من بث مباشر في الكويت.. «قرمشة لوز» منتج صحي بين يدي فضيلة لاجامي

بين أركان فعالية “حرفيون 2” التي نظّمها مكتب الضمان الاجتماعي بمحافظة القطيف، كانت تقف فضيلة حسن أحمد لاجامي، لتستعرض أشكالًا مختلفة التغليفات، بأحجام متفاوتة وكميات تكبر حينًا وتصغر حينًا آخر، إلا أنها جميعها اشتركت لتكون منتجًا واحدًا اختصت ببيعه، إنه “اللوز”، ذلك النوع من المكسرات بفصوصه بنّية اللون، يسكن مزهوًا على طاولتها بعد أن حظي بإعجاب أكثر زبائنها.

لكنك حين تتساءل عن السر وراء بيع منتجٍ واحدٍ فقط ستكتشف أن وراء ذلك المنتج قصة صحية، بدأت قبل أكثر من أربعة أعوام، وعلى الرغم من أنها بدأت صغيرة كحبات اللوز فإن صاحبتها لم تيأس وقررت أن تمضي بمشروعها حتى تصل لنتيجة ترضي زبائنها قبل أن ترضي ذائقتها فقط.

صدفة صحية
ولد مشروع “فضيلة” من رحم معاناتها، وكبر بإصرارها وعزيمتها، تسرد لـ«القطيف اليوم»بداية قصتها قائلة: “كنت مريضة بمرض ما وأخذت استشارة صحية عند اختصاصية الميكروبيوتك غنايم الفهد، ومن ضمن ما كان مسموحًا لي من المكسرات في نظامي الصحي؛ اللوز وحب القرع”.

تعرفت ابنة الجارودية على منتجها الذي اختصت ببيعه، صدفةً وهي تتابع بثًا مباشرًا على الإنستغرام لـ غنايم الفهد، وهي تقوم بتجفيف اللوز، ومع أنها لم تتعمق أو تستفيض في الحديث عنه، إلا أن ذلك البث أشعل لمبة الفكرة والبحث في رأس”فضيلة”، لا سيما وأن “الفهد” كانت تتحدث عن فوائده خاصة لأصحاب بعض الأمراض ومن بينها مرضها.

صدفةً أخرى حركت الحماس داخلها، عندما رأت اختصاصية التغذية والباحثة في مجال الوعي والتشافي الفطري علياء المؤيد وهي تصنع مأكولات صحية بالمجففة، فتحمست لتجربة الخيارات التي ستفتح لها باب التوسع في المجال الصحي الذي يخدم حالتها.

العائلة السند
وقف اثنان من إخوة “فضيلة” بجانبها حتى تنجح تجاربها في تجفيف اللوز، فقد ابتاع لها أخواها أحمد ومحمد الآلة الخاصة لتجفيف المكسرات.

من التجارب إلى التجارة
بعدها اجتهدت “لاجامي” في تجاربها، وبين تجربة تخطئ وأخرى تصيب وثالثة لم تكن بالمستوى المطلوب وصلت أخيرًا إلى النتيجة المُرْضية، تقول: “جربت عدة مرات إلى أن وصلت إلى التجفيف المناسب ومعها بدأت رحلة خيار الراحة النفسية والصحية”.

كل تلك التجارب التي خاضتها “لاجامي” لم تكن خاضعة للبيع أو لتجربة الزبائن إلى أن وصلت إلى مبتغاها، تحكي حكاية بدايتها الفعلية في قرار إنشاء مشروعها قائلة: “منذ أن وصلت للنتيجة التي ترضيني عام 2019، وأعجب الأهل والمقربون بما تذوقوا من إنتاجي، اقترحوا عليّ أن أفتح مشروعًا أبيع فيه اللوز”.

 وتضيف: “كان اقتراحهم مبنيًّا على أن منتجي يعد خيارًا صحيًا يخدم الجميع”، وتستدرك: “لكن ظروفي الصحية لم تخدمني في تلك الفترة كما أن المكان لم يكن مهيئًا، وفي عام 2021 تهيأ المكان والصحة ولله الحمد”.

مبيعاتها عرفت التوسع
انطلقت “لاجامي” في مشروعها ولأنها احتاجت للتسويق فقد عرضته على صاحب محل وقت الضيافة للحلويات والمكسرات وعندما تذوقه أعجب به وأصبح يشتري منها بشكل مستمر، واستمر معها حتى الآن.

ولأنها احتاجت تسويقًا أكبر اقترحت عليها أختها أن تعمل توزيعات تلائم المناسبات الدينية والزيجات والأعياد وغيرها، تتحدث عن تلك المرحلة بقولها: “كانت البداية صعبة؛ كيف سأسوق له؟ وأين سيكون العرض لهذه التوزيعات؟، فقصدت أحد المحلات في بلدتي وغيرها لكن الأمر لم ينجح، ولم أجد إقبالًا فانتظرت فرصة أخرى، حتى جاءت مناسبة يوم القاسم بن الحسن (ع)، فعملت منشورًا إعلانيًا بسيطًا في الإنستغرام، وقامت مشكورة إحدى بنات بلدتي المعروفات بنشره في حسابها، كما أن الأهل والمعارف لم يقصروا معي في نشره”.

وتمضي في حديثها: “كان الإقبال مفاجأة ولم أستطع تلبية كل الطلبات، واستعنت بصديقتي للمساعدة ولم تقصر معي، لقد كانت تلك المناسبة مفتاح الخير لي، فقد بدأت تأتيني بعدها طلبيات التوزيعات، وعندها اقترحوا عليّ  أن أرفق شيئًا مع المنتج حتى يكون محفزًا ليتعرفوا على منتجي أكثر”.

لماذا منتج وحيد؟
جربت “فضيلة” أن توسع مشروعها بأنواع أخرى من المكسرات مثل الكاجو والفستق لكنها لم تضبط معها، فجربت الجوز فكان ناجحًا لكنها تفاجأت ببهتان لون المنتج بعد التجفيف وكانت هناك آراء متباينة حوله، فاستبعدته وبقي مشروعها مقتصرًا على اللوز كبدايته.

وحول عدم إضافة منتجات أخرى لمشروعها توضح: “فكرت في إنتاج خبز اللوز ومقرمشات الزعتر لكن عامل الوقت يحكمني، كما أنني أنتظر أن يشتهر منتجي أكثر، مشيرة إلى أنها تبيعه طوال العام، وليس هناك مواسم محددة لبيعه”.

مشاركات
زيادة في التسويق شاركت “لاجامي” في عدد من المهرجانات منها؛ البراحة 3، ومهرجان الزهور 2، ومهرجان ليالي الرامس بالمسورة، وفي فعالية بيدي أزرع، وأخيرًا فعالية “حرفيون 2 ” التي نظّمها مكتب الضمان الاجتماعي بمحافظة القطيف، بالشراكة مع بلدية المحافظة، وجمعية التنمية الأهلية بالمحافظة، في حديقة الناصرة بمحافظة القطيف، وانطلقت يوم الأحد 4 رمضان، واستمرت على مدى 10 أيام حتى الثلاثاء 13 رمضان 1444هـ.




error: المحتوي محمي