وجوه من «حرفيون 2».. عبدالله الخضر واحد من اثنين فقط يمارسان مهنة القفاص في القطيف

لم يخطئ من سجل النخلة لتكون تراثًا عربيًا مشتركًا لدى “اليونسكو”؛ وذلك لتمثيلها عنصرًا مهمًا في التراث العربي وارتباطها بمجموعة من العادات والتقاليد العربية، واستخدامها كذلك في صناعات يدوية منوعة.

وإذا أردت رؤية إنتاجات النخلة فابحث عمن امتهن حرفة قديمة من زمن الأجداد الطيبين الذين استغلوا خيرات النخلة ببساطتها خير استغلال في حرفهم التي كانوا يستعينون بها في عمل أدوات وأثاث يستفيدون منه في منازلهم البسيطة.

ولن تتخطى عينك تأمل الركن التراثي في مهرجان “حرفيون 2” بحديقة الناصرة حيث سيلفت نظرك العديد من الحرفيين، ومنهم بالتأكيد القفاص الحاج عبد الله الخضر، الذي قد تراه منهمكًا في إنجاز عمله الذي يحبه دون تأخير، حيث يستخدم جريد النخل في عمل الأقفاص بأحجامها المختلفة.

وراثة
يتحدث “الخضر” لـ«القطيف اليوم» عن حرفته التي صنعت الوراثة بها ما صنعت حيث قال: “إن هذه الحرفة متجذرة في العائلة حيث ورثتها عن أبي، وأبي ورثها عن جده وهكذا، فالعائلة تشتهر بهذه الحرفة”.

42 عامًا مع جريد النخل
بيده المتشققة أمضى “الخضر” الذي دخل العقد الثامن من العمر -42 عامًا في صحبة جريد النخل- ليصنع منه أنواعًا عديدة كأنواع الأقفاص المختلفة والمخصص بعضها للدجاج أو الحمام أو البلابل، وحتى عمل المباخر والكراسي والطاولات ومنز الأطفال وجميعها يستخدم فيها جريد النخل فقط بالاستعانة بيده التي تعمل على هندسة الشكل والحجم المطلوب.

من ساعة إلى خمسة أيام
وذكر الخضر أن العمل والوقت المستهلك فيه يختلف باختلاف الشيء المطلوب تنفيذه وحجمه، فالعمل في الأقفاص يأخذ من ساعة إلى خمسة أيام بحسب الحجم، وأكثر ما يستهلك وقتًا هو أقفاص البلابل الكبيرة ومنز الأطفال بالحجم الكبير والمباخر الكبيرة، فمنز الأطفال على سبيل المثال يتطلب يومين عمل متواصلين.

إقبال قليل
وفي زمن التطور والحداثة فإن مهنة القفاص باتت قريبة من الاندثار حيث أشار “الخضر” لقلة الإقبال على شراء هذه المصنوعات وبات قليلًا جدًا على حسب تعبيره، وذكر أنه يعمل في هذه المهنة كهواية مفضلة فقط للحفاظ عليها وليس كحرفة ومصدر رزق.

معاهد متخصصة
وأضاف أنه من الصعب نقل الحرفة للجيل الجديد إلا عبر معاهد متخصصة، ونوه بأنه لا يوجد في القطيف من يعمل بهذه المهنة إلا هو وقفاص آخر، لكنه أودع وراثة هذه المهنة لأحد أولاده والذي بات يتقنها.

مشاركات
وينقل ابن القطيف تراث هذه الحرفة معه خلال مشاركاته حيث كانت له عدة مشاركات في مناطق المملكة، حيث شارك بالجنادرية ثماني مرات، وينبع وعنيزة، ويوم التأسيس في المدينة المنورة إلى جانب المهرجانات المحلية في المنطقة الشرقية.

ويشارك “الخضر” حاليًا في فعالية “حرفيون 2” التي ينظّمها مكتب الضمان الاجتماعي بمحافظة القطيف، بالشراكة مع بلدية المحافظة، وجمعية التنمية الأهلية بالمحافظة، في حديقة الناصرة بمحافظة القطيف، والتي انطلقت يوم الأحد 4 رمضان 1444هـ، وتستمر على مدى 10 أيام.




error: المحتوي محمي