وجوه في «حرفيون 2».. من القطيف.. هاشم العوامي يزاوج بين علم النفس وصناعة السكاكين.. ومنتجاته الحادة سافرت خارج المملكة

وسط حديقة الناصرة بمحافظة القطيف، وبين أركان فعالية “حرفيون 2” التي ينظمها مكتب الضمان الاجتماعي بمحافظة القطيف وبالشراكة مع بلدية المحافظة وجمعية التنمية الأهلية بالمحافظة، وقف الشاب هاشم أحمد العوامي مستعرضًا عملًا فريدًا من نوعه، عمل قلّ أن تجد من يمارسه بين أبناء محافظة القطيف، حتى حرّكت سكاكينه المصفوفة في ركنه فضول كثيرين من زوار المهرجان.

فبين سكينٍ صغيرة وأخرى كبيرة وثالثة مخصصة للصيد وغيرها الكثير مما يستخدمها الطهاة، وجد العوامي شغفه بعيدًا عن دراسته الأكاديمية ووظيفته كاختصاصي نفسي، بل إن عالم السكاكين عنده تحول لأبعد من الشغف والهواية حيث أصبح عملًا خاصًا به.

من صِدام المبردين إلى الورشة
بدأت قصة “هاشم” مع صناعة السكاكين بحالة إعجاب، حيث كان منشدًّا لصناعة السكاكين والسيوف من الصناع اليابانيين القدامى، وعندها بدأ البحث في أروقة “اليوتيوب”، وشيئًا فشيئًا وجد نفسه ليس مجرد هاوٍ لمشاهدته طرق صناعتها إنما شخص يحاول التلصص على صناعتها، فقد ظهر شغفه بهذه الصناعة وأخذ يجمع المعلومات اللازمة ليخوض تجربته في تصنيعها، ورغم أن بداية التصنيع لديه كانت مجرد صدام بين مبردين، إلا أنه استطاع بعد ذلك أن يكون محترفًا في صناعتها لدرجة تبهر جميع زبائنه.

يعود لبداياته قائلًا: “بدأ شغفي في عام 2017 بعد مشاهدة عدة فيديوهات عن صناعة السكاكين جمعت من خلالها معلومات كثيرة، وبدأت أشتغل بنفسي وكانت البداية سهلة بمضابط من حديد، إلا أنني بدأت العمل بشكل فعلي في عام 2019م؛ حيث أسست ورشة في منزلي واشتريت المعدات اللازمة لذلك”.

بدايتها لـ الصيد
كانت انطلاقة العوامي في تصنيع السكاكين بصناعة سكاكين الصيد للشباب، وبعد ذلك سكاكين الطهي التي أعدها بشكل احترافي، وقد نالت إعجاب الكثير من الطهاة وأصبحت سكاكينه تسافر إلى زبائنها في مختلف أنحاء المملكة وخارجها، إلا أن أغلبهم كان من الرياض وجدة والكويت.

مما يصنع
منتجاته تحمل اسمًا واحدًا؛ “سكين”، إلا أنها تحمل فروقًا مختلفة، فكل سكين له استخدام مختلف، فتلك التي تستخدم لتقطيع الخضراوات تختلف عن المستخدمة في تقطيع اللحوم والعظام وهكذا.

عن صناعتها
وفي حديثه عن العنصر الأساسي لتصنيعها، أوضح هاشم أن عالم المعادن كبير ومتسع إلا أن الكثير يتساءلون عن المعدن الدمشقي في صناعة السكاكين، مبينًا أنه يصدأ في بعض الأحيان لكن شكله جميل.

وبيّن أن صناعة السكين الواحدة يستغرق ما لا يقل عن 48 ساعة، ويعتمد وقت صناعتها على مقاسها وتصميمها.

هواية يقتنيها الطهاة
تجارة العوامي فيما يصنعه ما زالت تعيش داخل حيز الهواية تقريبًا -حسب وصفه-، فبيع السكاكين لديه محدود نظرًا لارتفاع ثمنها، والزبائن هم من شريحة الأشخاص الذين يحبون اقتناء الصناعات اليدوية لتبقى معهم مدى العمر، كما أن أغلب من يقدِمون على شرائها هم من الطهاة، حيث إن أكثر ما يصنعه أو بمعنى أصح هو مختص في سكاكين المطبخ، إلا أنه يمارس أيضًا صناعة سكاكين نحت الخشب وسكاكين الصيد.

المصنع الحلم
وعن طموحه مستقبلًا مع هذه الصناعة التي تعد نادرة بين أبناء جيله، ذكر “العوامي” أنه يسعى ليكون أول صانع سعودي لديه مصنع للسكاكين ولكنه يحتاج إلى عدة خطوات لتحقيق حُلمه.

واختتم حديثه معبّرًا عن تمنيّاته أن يحترم الناس أسعار المنتجات المصنوعة يدويًا والتي تشمل خبرة وتجربة الصانع إلى جانب المعادن والمعدات المستخدمة.




error: المحتوي محمي