وجوه في «حرفيون 2».. من القطيف.. اليوتيوب ينقل عقيلة آل جعفر من رياض الأطفال إلى تنسيق باقات الزهور

اتخذت المقص صديقًا لها يرافقها في مهنتها ويداعب أناملها ليصنع أشكالًا تبهر الناظرين، يتنقّل المقص معها أينما تكون بدءًا من رياض الأطفال وتصميم الوسائل التعليمية وصولًا إلى تنسيق باقات الزهور والعرائس كوسيلة لتحقيق ما ترغب في تصميمه بين الأوراق والزهور والشرائط مختلفة الألوان وعلب الهدايا التذكارية، هناك تجد نفسها وكأنها في حديقة من الطبيعة والجمال.

روت ابنة القطيف “عقيلة علي جعفر آل جعفر” لـ«القطيف اليوم» حكاية شغفها بفن تنسيق الزهور والهدايا قائلة: “وجدت نفسي في ممارسة هوايتي التي أعشقها مصممة في تنسيق الزهور والهدايا رغم أنني خريجة دبلوم رياض أطفال، كنت أمارس تصميم الوسائل التعليمية للروضة بشكل يومي إلا أنني كنتُ أجد بداخلي شيئًا أكبر غير الذي أقوم به”.

تعلم ذاتي
وتضيف آل جعفر: “الحياة عالم واسع وجميل وفيه من العلوم والإبداعات الكثير وكما يُقال العلم بالتعلم، تعلّم تتقن ما تبتغيه، كل مجالات الحياة تتطلب منا مهارات فنية عالية ولا يتحقق هذا إلا عن طريق التعلم، كلما سنحت الفرصة لي سارعت في اغتنامها واستثمرت أفكاري بما ينمي مهاراتي وقد أتاحت لنا التكنولوجيا سهولة التعلّم الذاتي والاطلاع على كل جديد”.

إصرار وعوائق
لم تتوقف آل جعفر عن إصرارها لتحقيق هدفها بالرغم من العوائق التي واجهتها في بداياتها والأمومة والتنقل من سكن إلى آخر، قائلة: “الظروف الصعبة خلقت عندي الإصرار ودفعتني إلى التمسك بشغفي أكثر فبحثت عن عمل أمارس فيه شغفي”.

عمل وتطبيق
جعلت من اليوتيوب مدرستها الخاصة لِتعلّم مهارات تنسيق الزهور والهدايا بمختلف الأفكار والأشكال، بعدها عملت في محل شوكولاتة وهدايا لمدة ثمانية أشهر لتطبق ما تعلمته من خلال اليوتيوب مؤكدة: “لا بد من تطبيق المهارات الفنية التي تعلمتها فبدونها لا يكون هناك تقدّم وإنجاز وتقييم لأعمالي المنجزة، كذلك الوصول إلى معرفة ذوق العميل من خلال تعليقاته وإعجابه وماذا يريد”.

العائلة سر موهبتها
وتفخر آل جعفر حين تقول: “سر موهبتي نابع من عائلتي”، وهي تقصد ما كانت تتميز به من حسها الفني والإبداعي وذوقها الرفيع في اختيار الألوان والأعمال اليدوية والفنية والتي كانت محط إعجابها مذ كانت صغيرة، وتقول: “أخذت ذلك عما تقوم به أمي وعمتي وهذا ما حفزني لأن أمتهن هذه الهوايات بشغف شديد رغم الصعوبات ولكن بطابع فني آخر”.

التنسيق فن
وعرّفت بأسلوبها تنسيق الأزهار أو تصميمها بأنه عِبارة عن فن يتم خلاله استخدام الزهور والمواد النباتية وعناصر أخرى من أجل إنشاء تنسيق رائع ولافت للنظر والانتباه. كما ترى أن الفن لا بد وأن يخضع لتأثير الخيال والإبداع الذاتي الذي يختلف باختلاف الشخصيات، وتجد أن تنسيق الزهور يكسب الفرد مزيدًا من الثقة بل والتربية للنفس من هذا العمل البسيط والارتقاء بحاسة تذوقية جميلة لما يراه أمامه من طبيعة وألوان.

أنواع الأعمال اليدوية
وتمتاز أعمال آل جعفر بتنوعها وأفكارها المتعددة حيث تقوم بتصميم توزيعات القرقيعان وأعياد الميلاد، بطاقات زواج، حفلات ومناسبات مختلفة، علّاق بشت المعرس، وفستان العروس، وطباعة الأسماء على أطقم حفلات الخطوبة والزواج. وتقول: “وسط تنوع هذه الأعمال اليدوية وجدت نفسي أميل إلى تجهيز طاولات العرائس وإكسسواراتها وتنسيق باقات العرائس بحسب تصميم ونوع الزهور المحدد”.

فكرة تأتي بأخرى
وتأخذنا إلى مكنونات الفن حين تتحدث قائلة: “عندما تعطي نفسك مجالًا للإبداع حتمًا ستبدع، تتجدد أفكارك وتزيد خبرتك وتكثر اهتماماتك، وهذا ما وجدته أثناء عملي في التنسيق، فكرة تأتي بفكرة جديدة ومنها يصنع الإبداع في كل تصميم من طاولات العرائس إلى باقات الزفاف وعمل العلاق الخاص لفستان العروس بطرق فنية جميلة وكل طلب أقوم به يتميز بتصميمه الفني الخاص”.

مزج الزهور
وكشفت آل جعفر عن فكرتها الجديدة مفصحةً: “قريبًا ستكون بصمتي الجديدة في تنسيق مسكات عرائس متميزة بالورود الجافة والطبيعية. لقد بدأت البحث عن أفكار تعطي تنسيقًا جاذبًا للعروس وإطلالة مبتكرة وهذا ما يعرف بالمزج بين أنواع الزهور”، ثم أكملت مبينةً أن اختلاف الأذواق بين الناس شيء جميل يدفعك للفن، والغاية هي رضا العميل.

حسب المناسبات
وتستند إلى باب خِبرتها في مجال التنسيق حين توضح أن اختيار أنواع الزهور المقدمة يختلف باختلاف المناسبات؛ لذلك يجب الاهتمام باختيار نوع الزهور الذي سيتم تقديمه واللون المناسب حسب الظروف التي سيقدم فيها، إذ إنها تعد مثالية للاحتفال باللحظات الصغيرة من الحياة اليومية.

استثمار الأدوات
وأكدت أن بإمكان أي شخص يهوى التنسيق أن يستخدم الأدوات المتاحة لديه كالإبريق، الوعاء الزجاجي، السلة، الجرة، وأشياء أخرى يمكن استثمارها بشكل جمالي بإضافة بعض التعديلات والزخرفة الفنية لينتج قطعة من الجمال.

الابتسامة السعيدة
وعن اختيارها لاسم متجرها (Happy Smile) أوضحت آل جعفر أن عملها هدفه رسم ابتسامة الرضا والقبول لكل زبائنها خصوصًا الأهل أو الأصدقاء، مبينة أن الرضا والإعجاب ناتج عن جودة الخدمات المقدمة من المتجر وعلى هذا الأساس تكون الابتسامة السعيدة.

الطموح لا يتوقف
وفي ختام حديثها أسدت نصيحتها بكلماتها الجميلة لمن يرغب في بداية مشروع خاص يكتسب منه لقمة العيش عليه أن يثق بنفسه وقدراته وألا يضعف أمام العوائق والتحديات، ابدؤوا بما تمتلكون من مواهب من أجل أنفسكم ومجتمعكم، الطموح لا يتوقف ما دمتم قادرين على تحقيقه.

مشاركات محلية
وشاركت آل جعفر في سبع فعاليات سابقة أقيمت في القطيف ضمن الأسر المنتجة، وتشارك الآن في مهرجان حرفيون 2، المقام في حديقة الناصرة والذي نظمه مكتب الضمان الاجتماعي بمحافظة القطيف بالشراكة المجتمعية مع بلدية القطيف، وجمعية التنمية الأهلية بحلة محيش، يوم الأحد 4 رمضان 1444هـ، ويستمر 10 أيام.




error: المحتوي محمي