الجوانب الإنسانية في إدارة الجمعيات

أود هنا أن أتطرق لمجالس إدارة الجمعيات الخيرية ودورهم الأساسي للارتقاء بالجمعيات سواء على الصعيد الإداري أو الإنساني والمجتمعي.

حيث جاء نظام الحوكمة في السنوات الأخيرة وفرض على الإدارات بعض الأنظمة والقوانين وهي -بلا شك- تصب في مصلحة إدارة الجمعية، وتطبيقها ليس بالصعب بل هي سهلة التطبيق ومن الملاحظ أن جمعيات محافظة القطيف كان عملها جادًا في تحقيق نسب عالية وصل بعضها قرابة الـ100 في المائة ولله الحمد، رغم أن تحقيق العلامة الكاملة ليس بالصعب ولا المستحيل حيث يتطلب الأمر قراءة الأنظمة والتساؤلات الواردة في نظام الحوكمة وتطبيق ما هو مطلوب تطبيقه سواء إداري أو محاسبي أو فني، وكلي أمل أن أرى الجمعيات تحقق النسبة العليا في السنوات القريبة القادمة.

وبالنسبة للدور الإنساني أو المجتمعي فهذا ينقسم على أقل تقدير إلى قسمين في رأيي الشخصي،
القسم الأول: هو دور مهم للغاية ولا أشك في أن بعض الأشخاص من الأعضاء يهتمون بهذا الجانب وهو الدور المجتمعي والذي يتطلب من مجلس الإدارة تكثيف الزيارات للشخصيات المجتمعية الداعمة للجمعية أو حتى غير الداعمة رغبة من الإدارة في مواصلة الدعم وزيادة حجم التبرعات لصالح الجمعية حيث إنه القاعدة الأساسية لاستمرار الجمعية وجعلها قوية ومتماسكة ماليًا.

القسم الثاني: هو التعامل الإنساني وهذا أيضًا ينقسم إلى قسمين:
القسم الأول هو التعامل مع موظفي الجمعية بكل أريحية ورحابة صدر والنزول لمستوى الأشخاص كل حسب تفكيره والتعامل مع الجميع بإنسانية، حيث إن البعض من العاملين لا شك في أنهم من ذوي الاحتياجات الخاصة، وهذه الفئة يلزمنا الشرع الحنيف بطريقة التعامل معها بإنسانيتنا لا بقوانين العمل الصارمة، علمًا بأن بعضًا من هذه النوعية من العاملين هم من مستفيدي الجمعية، وانطلاقًا من رغبة الجمعيات في انخراطهم في العمل ليكونوا منتجين بدلًا من كونهم متقاعسين قامت الجمعيات بتوظيفهم وتأهيلهم ولو بشكل نسبي خصوصًا في بعض الأعمال التي تتطلب هذه الفئة، وأنا أعدهم أسقطوا عن المجتمع التكليفات الشرعية بموجب النص الشرعي إذا قام بها البعض سقطت عن الباقين.

القسم الثاني هم المستفيدون من خدمات الجمعية سواء أيتام أو أرامل أو فقراء، وهنا يجب على أي عضو أو موظف يعمل تحت مظلة الجمعيات الخيرية أن يكون ذا خلق رفيع ويتمتع بتعامل طيب مع هذه الفئات العزيزة كافة وبدون ترفع أو استنكار لشخص أحد وأن يعمل بنفس ترابية لخدمة المستفيدين وعدم تعطيل احتياجاتهم خصوصًا ما تمت الموافقة عليه من مجلس الإدارة من مساعدات لصالح المستفيد وألا يؤخر بسبب أو بدون سبب طالما يوجد مقدرة بعدم التأخير.

جزى الله القائمين على إدارة الجمعيات كل خير وأثابهم على ما يقومون به من جهد ومال ووقت، عسى أن يكون في ميزان أعمالهم يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.



error: المحتوي محمي