علي مرار .. وخدمة الوطن

من حق الأستاذ علي مرار عضو مجلس إدارة نادي مضر بالقديح ، ومشرف كرة اليد السابق بنادي مضر لمدة ستة عشر سنة أن يتسائل عن السر في عدم استدعائه للإستفادة منه لخدمة بلاده من خلال ضمه ضمن اللجان العاملة في الإتحاد السعودي لكرة اليد ، كما أن من حقه أن يفخر بالإنجازات التي تحققت لناديه في ظل وجوده ، وثقته في استمرارها مع من يخلفه في الفريق ، وذلك دليلٌ قاطع على حسن إدارته ، وشافعٌ له من أجل أن تتاح له فرصة خدمة بلاده رياضياً.

ولقد وضع يده على الجرح تماماً حين أشار لاعتماد الإتحاد على الأندية في اعداد وتهيئة لاعبي المنتخبات ، وهو أمر لا يمكن أن يستمر على المدى البعيد والقريب ، وبشائر ذلك واضحة من خلال العجز المادي الذي تعاني منه الأندية ، بحيث بدأت مدارسها للبراعم والناشئة تأخذ في التقلص ، وأن اللاعبين الجدد الصاعدين للدرجات المختلفة قليلون ، ودليل ذلك هو الإنتقالات والإعارات المتبادلة بين الأندية للاعبي الصف الأول.

إن كنا نريد تطوير المنتخبات الوطنية ، فعلينا أولاً استدعاء الكوادر الكفوئة التي تخدم وخدمت في الأندية ، وإعطائها فرصة العمل في المنتخبات من خلال تقديم ما تملكه من خبرات وقدرات ، وليس هناك ما يمنع من ذلك ونحن نرى ما حققته المنتخبات من نتائج لافته ، وهو دليل على كفاءة الكوادر الوطنية .

وثانياً علينا الإهتمام بالقاعدة وذلك من خلال الإتحاد نفسه وليس الإعتماد على الأندية ، والتي تعاني في أغلبها وخاصة فرق المقدمة ونخص مضر مثلاً من الإفتقار للملاعب النموذجية ، وهذا الموضوع تعرفه الهيئة العامة للرياضة ، فضلاً عن اتحاد اليد نفسه ، إضافة للشح المادي والذي يعد السبب الأول في تقهقر جميع فرق النادي والأندية الأخرى ، مما أدى إلى هروب اللاعبين أو ابتعادهم واعتزالهم دون أن تستطيع الأندية إيقافهم ، أو تحفيزهم وتشجيعهم على البقاء.

إن رجلاً خبيراً مثل الأستاذ علي مرار والذي يحلو لأهل بلده تسميته بالزعيم قد وضع يده على الجرح وهو يصرح أصالة عن نفسه ونيابة عن زملائه وأمثاله من الكفاءات بأنهم يتوقون لخدمة وطنهم ليقدموا جلّ ما يستطيعون نظير ما أتاحه لهم الوطن من سبل خدموا بها أنديتهم ، وحان أن يقدموا خبراتهم لبلدهم في صورة أخرى هي أقل ما يمكن أن يقدمه المواطن لخدمة بلاده العزيزة .

نضيف شيئاً ، ونقول ان المذيع الذي أجرى المقابلة بعد مباراة مضر والترجي لكرة اليد قد أخفق في السؤال ، حين ظن أن علي مرار سيعود لكرة اليد مرة أخرى ، حيث نخبره والآخرين أن المرار ليس كرة يد فقط ، فهذا الرجل يملك من الملكات ما تمكنه أن يكون في أي موقع ، سواء في الرياضة أو اي جهة خدمية إجتماعية أخرى ، فهو علامة فارقة تمتاز به القديح وتفتخر ، فلا تذكر القديح إلاّ ويذكر المرار ، والعكس صحيح ، وهذا الرجل قد ضمن مكانه في كل قلوب الرياضيين فضلاً عن القديحيين ، ونحن هنا نناشد المستشار الشاب الأستاذ تركي آل الشيخ رئيس الهيئة العامة للرياضة أن يلتفت بكرمه لهذا الرجل ، ويحتضنه من خلال استقطابه لخدمة بلده ، ونثق تمام الثقة أنه لن يخيب الظن فيه ، وسوف يكون الرجل المناسب في المكان المناسب ، أياً كان موقعه لخدمة رياضة وطنه .
إبراهيم الزين رئيس نادي مضر السابق


error: المحتوي محمي