ما رأيك أن ندخل الجنة معًا؟

حين يصل الوصف لغايات الجمال فنحن نربطه دائمًا بالجنة فنقول عن مكان ما إنه قطعة من الجنة، ونقول عن طعام أعجبنا مذاقه للغاية كأنه من أطعمة الجنة، ورغم اعتقادنا أن كل ما نراه ونستشعره من ملذات الدنيا لا يقارن بملذات الآخرة والجنة التي أعدها الله للمتقين من عباده.

لكن لا يعني ذلك أننا لا نستشعر وجود الجنة في دنيانا ولو بحواسنا المحدودة، فنحن نستشعر جنة الله في الطبيعة الأخاذة التي تأسر قلوبنا بجمالها، نستشعر الجنة في عيني أم حنون وأب رحيم، نستشعر الجنة في مأتم حسيني تُحلق فيه الروح مع صوت عذب لا نشك في أنه صوت من الجنة حين يدعنا نصل لحسين قلوبنا ونحتضن فيه تراب أقدامه ونغسلها بماء عيوننا إثر شجاه، كما نستشعر غياب الجنة حين يغيب عنا وجه نوراني يفيض بالإيمان فنقول كان (جناويًا) لأننا كنا نرى الجنة في سلوكه.

الجنة ليست فقط مكانًا مزينًا بأبهى صورة، الجنة قد تكون أرضًا خربة أو سجنًا منفردًا لكن صدى صوت الحسين ملأها فغدت جنة غناء بأنهار فيضه.

الجنة غير بعيدة عنا فقط إذا نوينا المسير إليها وواجهنا كل المعوقات من فتن الزمان، وإذا أدركنا أن حلال الله أكثر لذة من حرامه، فقط نحتاج صبرًا على استساغة حلاوة حرق الجمر لنا لأن الله هو من سيتكفل لنا بأمان الوصول بعده.

فلنثق أن أي خطوة نخطوها للقرب من الله وجنته هي ليست مجرد خطوة لأن قرب الله سيكون مضاعفًا نحونا.

وعلى أعتاب شهر الله العظيم الذي لا نشك في أنه زمان مقتطع من أزمنة الجنة دعونا نقرر التوبة عن كل ذنب يبعدنا عن رؤية الله وآل الله في جنته وندخل الشهر بسلام.

دعونا نساعد في تسهيل دخولها لنا جميعًا فلا مكان للمضايقات والمشاحنات وأنواع الأذى بكل أنواعه جسديًا ونفسيًا ولفظيًا وغيره.

دعونا نمسك بأيدي بعضنا وندعو لبعضنا بقلوب صادقة لا يشوبها أي كدر فائت، لأن همنا أن ندخل جنان ربنا في أرضه أو سمائه آمنين مستقرين.



error: المحتوي محمي