تحية رمضانية بعدد أيام الشهر الكريم، وانحناءة تقدير لكل الصائمين والقائمين والساعين لعمل الخير، فلشهر رمضان عند الله مكانة ومنزلة عظيمة، ولا يوجد شهر آخر يماثل الشهر الكريم، حيث جعل فيه العفو والمغفرة من خلال أبواب السماء المفتوحة، أحاول في هذا النص ألا أخفي معاني مستترة بين السطور وإلا سيفقد النص بياضه.
لا أعلم ما الذي أدهشني هذا اليوم وما زلت أفكر كيف سيكون يوم الغد الخميس أول أيام رمضان!! ومع كل عام لهذا الشهر الكريم تراودني خواطر وأفكار تحمل قدرًا رفيعًا من الشفافية، حيث يستيقظ في قلبي إحساس لست أدري حقيقته، شيء يشبه القلق والترقب، ولا أخفي على أحد أنه يصطحبني معه طوال الشهر لعله العتاب واللوم والتأنيب الذاتي واعترافي بتقصيري تجاه ربي، وأحبابي، وقلبي!
لا مجال الآن لكتابة مطولة عن رمضان العظيم. نعم عندما يحضرنا هذا الشهر لا نتحدث عنه طويلًا ولكن! هناك سؤال يداهمني: ما سر الاختلاف بين رمضان زمان عن رمضان الآن؟! أتذكر زمان رغم حداثة سني، كنت أتذوق عبق القداسة وعمقها فيه، وكنت أجد لرمضان نكهة خاصة، قد لا أجد له نفس الوهج الآن!! كان ينبغي على رمضان أن يكون مليئًا بالعبادات بالخيرات بالبركات، والتي تستوقفنا وتدعونا للتأمل والتفكر والتعبد، ولأكون عادلة وصادقة مع نفسي، لعل البعض منا قد تغير!! في اللحظة التي ينشغل فيها الصائم بغير الله وفي اللحظة التي يبذل جهده لغير ربه، يضيع منه ما صرف جهده إليه!! هناك من يستعد لهذا الشهر العظيم على أنه شهر الطعام والشراب والموائد والمسلسلات والبرامج الترفيهية والتي لا تمت للشهر الكريم بصلة، وكأنه والعذر من السماء ليس الشهر المقدس والعظيم عند الله والذي أنزل فيه القرآن هدى للناس أجمعين! يا ترى ماذا نسمى تلك الفئة وإن كانت قليلة، فئة غافلة مستهترة ولديها مهارة في التجاوز على أنفسهم وربهم!
دعوة سأطلقها على السريع بصوت مرتبك وعلى استحياء، وأنا على يقين أن الأغلبية سوف تتفق معي!
إنها دعوة للتسامح للمحبة للتصالح مع أنفسنا وغيرنا والابتعاد عن الخلافات والمشاحنات هنا وهناك.
ولنجعل هذا الشهر للسلام للسكينة للعبادة والسعادة للعطاء لكل شيء جميل.