في مثل هذه الأيّام من كلّ سنة يتبارى النّاس في تقديم أجمل التهاني والتبريكات لمن يعرفون ولمن يحبون بقدوم شهر رمضان. أنتم من أعرف ومن أحبّ! ومن دواعي سروري أن أتقدم لكم بأطيب التهاني والتبريكات بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك، سيد الشهور حلّ في سيّد الفصول وروح الزمان – فصل الربيع – ضيفًا عند أسياد. من أعماق قلبي أدعو اللهَ أن يجعلكم من الذين صاموا وقبِل صيامهم وتقربوا إليه بأنواع الطاعات فقبِلَ منهم.
تعارفنا من خلف الشاشة، من خلال الحروف والكلمات؛ عرفنا بعضنا إخوةً وأخوات يجلّ بعضنا بعضًا. لذا حقّ عليّ أن أدعو لكم بما أدعو به لنفسي وأن تدعوا لي بما تدعون به لأنفسكم ومن يعزّ عليكم من الأصحابِ والأهل. أنتم وأنا من الحظيّين؛ أعطانا الله فرصة أن نحضر هذا الشهر الكريم بينما كثيرون اختار الله لهم غير ذلك، فليس من شكرٍ يوفي حق هذه النعمة. كثيرون غابوا عن حضور هذا الشهر لأن أيامهم في الدنيا انتهت أو صحتهم اعتلت، ونحن جميعًا خلو من ذلك كله، فله وافر الشكر والحمد.
أعزائي القرّاء، دون تأمل أو تردد أقول: من أجمل عادات القطيفيين إكرام الضيف وهذا شهر رمضان أكرم ضيف، انتظرناه أحد عشر شهرًا، فمن شيمنا إكرام هذا الشهر وتعظيمه بما هو حقّ للضيفِ على المضيف. ومن عاداتنا كمسلمين، في مثل هذه الأيام، طلب الصفح ممن له حقّ علينا، ولأني لا أستطيع التواصل معكم شخصيًّا فها أنا ذا أطلب الصفح منكم، لعلّي كتبتُ ما كان خطأً في حقكم أو ما استهلك وقتكم دون فائدة!
قبل أن أنهي هذه الخاطرة أدعو الله أن يكون صيامكم في هذه السنة سهلًا ومريحًا وأن تكون أوقاتكم أوقات اجتماعٍ وألفة ومفيدة. إذا كنت شابّا أو شابة وعندك أمّ قبّل رأسها ويديها وأشكر الله على أمّ تدعو لك في شهر رمضان وليالي القدر؛ في هذه السنوات جُعل يوم 21 آذار/ مارس يومًا للأمهات مع أن كلّ العمر وكلّ الأيام للأمهات.
أما الذين أمهاتهم في جنان الخلد، فإن رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: “سيد الأبرار يوم القيامة رجل برّ والديه بعد موتهما”. من رحل من الآباء والأمهات ينتظرون الهدايا في شهر رمضان بشوق أكثر من الأحياء فلا يغيبوا عن نواظرنا.