بملامحها المميزة وابتسامتها الأخاذة شأنها شأن قرنائها من مصابي متلازمة داون، تبهرك “زينب الخاتم” ذات الـ18 ربيعًا بإصرارها وتحديها الإعاقة بحبها للحلويات وصنع الشوكولاتة، وهو المشروع الذي أطلقته مؤخرًا بدعم عائلتها ومعلماتها وتشجيعهم.
”Downbites” هو مشروع زينب الذي انطلق منذ أسبوع لتنمية شغف صناعة الحلويات الذي بدأ معها منذ طفولتها، وحالما وصلت للمرحلة الثانوية ولقلة التخصصات التي تشمل هذه الفئة قررت عائلتها إطلاق المشروع لتثبت للعالم أن أي طفل متلازمة داون هو قادر على أن يبدع، ولا زلنا في مرحلة تطوير المنتج.
صناعة الحلويات عند زينب لم تكن نتيجة التحاقها بدورات وورش عمل مختصة، وإنما هي اجتهاد من والدتها “تودد المشرف” التي كرست وقتها ولا تزال لتعليم زينب، وهي المساند الأول لها في المشروع، وهي التي تسلمت مهام إدارة الحساب وتسويقه.
وبالإضافة لقطع الشوكولاتة تبدع أيضًا في صنع الكوكيز وحلويات مختلفة أخرى ندرس فكرة إضافتها في المنيو في السنوات المقبلة إذا شاء الله ونجح المشروع.
وحظيت زينب بمحبة الجميع من حولها ليس فقط عائلتها، بل -حسبما ذكرته عائلتها- من أنهم متأكدون من أن المجتمع من حولها سيدعم هذه الفئة ويشجعها وهو ما حدث بالفعل فلم يخيبوا رجاءهم، فقبل أن ينطلق المشروع لقيت العائلة الدعم والتحفيز وشهدوه بأعينهم.
وتعد عائلة زينب ومعلماتها في مركز إيلاف بصفوى هم الداعم الأكبر لها، فكل من حولها يحبها ويشجعها والجميع كان يصر على افتتاح مشروع زينب ويترقبه بكل حب، وقد التحقت زينب بدورات كثيرة في مختلف المجالات أبرزها عندما كانت تتابع جلسات التخاطب والنطق في جمعية البحرين لمتلازمة داون، وزهور المستقبل بالقطيف ومركز البداية الذكية أيضًا بالقطيف، ودورات أكثر في المجالات الحياتية.
وشاركت زينب بمنتجها في مهرجان “لنشاركهم” الذي نظمه نادي الإعاقة في المنطقة الشرقية على مدى أربعة أيام في وسط العوامية بمساندة مركز إيلاف الذي التحقت به منذ سنوات على الرغم من المسافة من سيهات لصفوى.
أما الرسالة التي توجهها عائلة زينب للجميع، فمفادها: “كلنا نستطيع بإذن الله، وليس هنالك أحد أفضل من أحد، كلنا قادرون على صنع التغيير والإبداع.. وبالأخص متلازمة داون، أما أمنيتنا لزينب ولكل مصاب بمتلازمة داون وغيرها من ذوي الهمم، ألا تكون هذه الإضافة الوراثية الفريدة سببًا في التوقف بل هي بالعكس سبب في الاستمرارية”.