في مركزي القطيف.. بمبادرة من الشيخ العبيدان.. إنهاء معاناة 50 مريضًا من المياه البيضاء

أنهى قسم العيون بشبكة القطيف الصحية في مستشفى القطيف المركزي، معاناة 50 مريضًا مصابًا بماء العين الأبيض بعد علاجها بتقنية الفيكو في وقت قياسي لا يتجاوز 9 أيام، وذلك بمبادرة من سماحة الشيخ محمد العبيدان.

وجاء علاج الـ50 حالة استكمالًا للمبادرة التي بدأت بعلاج 120 حالة ماء أبيض بنجاح منذ بداية عام 2023.

وذكر استشاري العيون واختصاصي جراحة الشبكية والماء الأبيض وفيلوشب جراحة الشبكية الدكتور طه مصطفى سنبل أن الفريق الطبي عمل على إنجاز 5-7 حالات جراحية يوميًا وذلك بحسب تعقيد كل حالة.

وأوضح أن تقنية الفيكو من أحدث التقنيات في علاج حالات الماء الأبيض والتي تعرف أيضًا باسم “استحلاب عدسة العين”، وتكون من خلال عمل ثقب صغير بالقرنية بحجم أقل من 3 مليمترات وإدخال إبرة صغيرة موصولة بجهاز موجات فوق صوتية والتي تعمل على تفتيت نواة العدسة التي فقدت شفافيتها (الماء الأبيض) إلى قطع صغيرة، ثم يتم إزالتها وزرع عدسة صناعية تعمل على تركيز الضوء في شبكية العين.

وأضاف “سنبل” أن الماء الأبيض يختلف من شخص لآخر على حسب شدة الإصابة، مبيّنًا أن كل حالة تستدعي تقنية مختلفة عن الأخرى.

وتحدث “سنبل” عن أهم ما يميّز تقنية الفيكو وهو عدم الحاجة إلى عمل جرح كبير، مبيّنًا أن عيبها الوحيد هو تكلفتها العالية.

وبيّن أنهم يستخدمون في إجراء هذه العملية أنواعًا مختلفة من العدسات أحادية البؤرة عالية الجودة من شركات مختلفة تتميز بوجود فلاتر لتصفية الموجات فوق البنفسجية الضارة للشبكية والتي تكون مصنوعة من الأكريليك.

وقال: “نقوم خلال العملية بتعقيم العين لحمايتها من الالتهابات وهذا يفسر سبب جفاف العين لدى البعض بعد العملية مما يستدعي استعمال المرطبات خصوصًا عند الشعور بحكة أو حرارة بالعين”، ونوّه بأن الألم وحساسية الضوء والتورّم مجرد أعراض مؤقتة تزول في غضون أيام، مؤكدًا أن النتائج مضمونة ونسب النجاح عالية جدًا.

ووجّه عددًا من النصائح المطلوب من المريض الالتزام بها بعد إجراء العملية وهي؛ عدم الضغط على العين مدة أسبوعين، والسماح بالوضوء والصلاة بشرط عدم الانحناء للأمام أثناء الركوع والسجود لمدة ثلاثة أيام فقط، وتجنُّب التعرُّض للدخان أو الغبار لمدة لا تقل عن أسبوعين، ولبس النظّارة الشمسية عند التعرض لأشعة الشمس شريطة أن تكون ذات جودة ومزوّدة بحماية ضد الأشعة فوق البنفسجية، كما يجب الالتزام بالقطرات والأدوية حسب الوصفة وأيضًا الالتزام بالحضور لمواعيد المتابعة.

وأكد “سنبل” أن جميع أقسام المستشفى تعمل بجهود متظافرة في السعي لرفع مستوى الخدمة المقدمة ورفع مستوى رضا المستفيدين بأعلى مستويات الجودة والحماية للمرضى.

وتكلم “سنبل” عن دور قسم البصريات قائلاً: “نحن نعمل كفريق مع قسم البصريات بإشراف الدكتورة خلود المسيري حيث لا يمكن إجراء أي عملية ماء أبيض بدون قسم البصريات الذين يقومون بدور رئيسي وجوهري في أخذ قياس عدسة العين وانكسارات العين وغيرها، فهم شركاء النجاح”.

وأشاد الدكتور “سنبل” بجهود أطباء القلب والتخدير والتزامهم ببروتوكولات عالية في الدقة والجودة والتي ساهمت في تمكينه من إجراء الجراحة لمرضى تجاوزوا الثمانين عاماً وتذليل الصعوبات التي ممكن مواجهتها في حالات مشابهة كأن يكون القلب يعمل بنسبة أقل من 30%، وذلك بإشراف ودقة اختصاصي التخدير.

وأشار “سنبل” إلى أن المستشفيات الأخرى تقوم بتحويل الحالات الحرجة لهم كونها تستدعي عناية أطباء التخدير وإشرافًا من وحدة القلب، موضحًا أنه في الحالات لمن تجاوز السبعين عامًا أو من يعانون من أمراض مزمنة وفشل بالقلب يحتاجون إلى عناية خاصة وتحضير جيد وأحياناً يتطلب عمل الإجراء الجراحي تحت التخدير الكامل.

ولفت إلى أن لطاقم التمريض دورًا كبيرًا في استمرار الرعاية الطبية للمرضى بعد الإجراء والتي تحتاج إلى المتابعة والدقة سواء في أوقات الأدوية أو في متابعة حالة المريض.

وأردف بقوله: “ربما يمكننا القول بأن قسم العيون يعيش حاليًا عصره الذهبي وذلك بفضل الله وبفضل دعم الإدارة الطبية والإدارية وعمل الممرضات وأطباء القسم الدؤوب وكلمات الشكر قليلة بحقهم
وصلنا هذا العام إلى نسب إنجاز أعلى مقارنة بالعام الماضي لكننا نطمح لعلاج كل مريض دون الحاجة لتوجهه للمستشفيات الخاصة بسبب عدم توفر مواعيد لإجراء العملية”، متابعًا: “كان ذلك بفضل العمل الجماعي من جميع الأقسام، ولا ننسى تعاون الأخ محمود الحاجي من قسم التموين الذي أشرف وتابع توفر المستلزمات الخاصة بقسم العيون”.

وشكر سنبل جهود الشيخ “محمد العبيدان” وإسهاماته المجتمعية السخية لتحقيق هذا الإنجاز وتكفّله بعلاج 50 مريضًا، مضيفًا أنه صاحب المبادرة الأولى في إعادة تأسيس غرفة طوارئ العيون بالكامل، موجّهًا له كل الشكر والتقدير على سعيه للارتقاء بمستوى الخدمات الصحية وخدمة الوطن.

وأبان أن أي طبيب ينتظر ردة فعل مريضه بعد كل إجراء جراحي ليطمئن عليه ويشاركه فرحة سلامته، وعلق على ذلك بقوله: “تؤثر فيّ فرحة الأجداد ودعاؤهم ومن أكثر الموقف التي أثرت فيّ قدوم جدة فاقدة للبصر بالكامل لم تبصر النور منذ 15 عامًا وبعد إجراء العملية لها، كان لنا نصيب من دعائها بعد رجوع بصرها بالكامل، كما تزيدني ثقة أهالي المنطقة فيّ وفي قسم العيون إصرارًا على إنجاح ما ابتدأناه”.

وكشف “سنبل” أنهم يسعون بخطى ثابتة ليكونوا في مقدمة المستشفيات ويتمنون أن يصل قسم العيون لأفضل 10 مستشفيات على مستوى المملكة خلال السنوات القادمة، مؤكدًا أنه لا يستبعد حدوث ذلك -بإذن الله- خاصة في طور اهتمام إدارة المستشفى في استقطاب أطباء مختصين بكفاءات عالية في مختلف التخصصات وتقديم التسهيلات والدعم الكافي.



error: المحتوي محمي