حذّر عدد من الطلاب بكلية الطب في جامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل زوّار مهرجان “لنشاركهم” المقام بوسط العوامية بمحافظة القطيف من بعض الأعراض التي قد تكون متداخلة وخادعة ولا يدرك فيها المصاب بها أنها نتيجة إصابته بجلطة مما يؤدي إلى تأخر التشخيص الطبي وبالتالي التأخر بالعلاج.
وذكر أطباء المستقبل من هذه الأعراض: ضعف عضلات الظهر بجانب واحد وثقل الرجل والذي قد يتصور المصاب به للوهلة الأولى أنه مجرد شد عضلي بينما هو ضعف وخدران بسبب سكتة دماغية والذي قد يظل المصاب به يتجاهله لعدة أيام قد تمتد إلى أسبوع قبل أن يصل إلى المستشفى ويتم تشخيصه بشكل صحيح.
وأضافوا لتلك الأعراض الشعور بصداع شديد جدًا يحدث كالبرق لثوانٍ معدودة ثم يختفي، أو الصداع الشديد غير المبرر والذي قد يكون دليلًا على الإصابة بسكتة دماغية، كما ذكروا أيضًا أن من الأعراض التحذيرية المعروفة والتي يجب أخذها بعين الاعتبار إحساس الخدر في جهة واحدة من الجسم أو الوجه، وانعدام الرؤية في إحدى العينين أو ازدواجية الرؤية، وفقدان التوازن، وميلان الوجه أو الفم وثقل اللسان.
وعرّف أطباء المستقبل زوّار المهرجان على السكتة الدماغية وعلاقتها بزيادة الإعاقة في المملكة من خلال ركن تعريفي عن السكتة الدماغية نظموه خلال الفعالية شرحوا فيه تعريف السكتة الدماغية، وأنواعها وأسبابها والأعراض المصاحبة لها، كما تطرقوا إلى الحالات المشابهة لأعراض الجلطة، والعلاج الدوائي ودور العلاج الطبيعي بعد الإصابة -لا قدر الله.
أسباب ومسببات
وأكد طلاب الطب على عدم تجاهل أي عارض من هذه الأعراض ومراجعة المستشفى حتى لو زالت، مبررين ذلك بأن أثر السكتة قد يظهر بعد عدة أيام تمتد إلى أسبوع، مؤكدين على عدم ربط ذلك بالمرحلة العمرية؛ لأن الجلطات لا ترتبط بعمر معين لأنها قد تحدث بسبب ارتفاع مفاجئ بضغط الدم أو بسبب عدم انضباط معدلات السكر أو زيادة لزوجة الدم وأيضًا في حالة ارتفاع الكوليسترول الضار.
التدخين عامل خطورة
ونوّهوا بأن التدخين يشكّل عامل خطورة عاليًا ويعتبر رقم واحد في أمراض الأوعية الدموية والشرايين، مشيرين إلى أن هناك حالات نادرة قد تحدث السكتة الدماغية فيها بسبب التهاب الشرايين أو لأسباب وراثية.
اشتباه
وأوضح طلبة الطب بالركن تشابه أعراض السكتة الدماغية مع بعض الحالات الصحية كنوبات الصرع والإغماء وهبوط معدلات السكر.
العلاج
وأكدوا على أن سرعة الاستجابة الفورية تحمي المصاب من خسارة أو إعاقة دائمة -لا قدر الله-، مؤكدين أن كل دقيقة تساوي مليوني خلية عصبية.
وشددوا على ضرورة التعامل الصحيح في حال الاشتباه بحدوث سكتة وذلك بالاتصال بالإسعاف أو إسعاف المريض بنقله للمستشفى بشكل فوري وتسجيل الوقت الذي بدأت فيه علامة السكتة الدماغية حيث إن هذا الأمر يشكل فرقًا حاسمًا في علاج الحالة عند استخدام المسيلات وذلك خلال 4-5 ساعات من ظهور الأعراض وفي الحالات الشديدة يتم الاستعانة بالقسطرة خلال 24 ساعة من ظهور الأعراض، ويُتابع بعدها المصاب من قبل الطبيب المعالج للوقوف على أسباب الإصابة لمنع تكرارها.
التدخل الطبي السريع هو المنقذ
ولفتوا إلى أن ليس كل سكتة تسبب تلفًا دائمًا أو إعاقة، حيث إن هناك ما يعرف بنوبة نقص التروية والتي تكون عارضة ولا تسبب تلفًا، كما أن هناك جلطات طفيفة تتسبب بتلف بسيط توصف بالسكتات الصغرى وعلى العكس قد تكون السكتة متوسطة أو شديدة، مؤكدين أنه يظل التدخل الطبي السريع هو المنقذ لحياة المصاب وضمانًا لخروجه بأقل الأضرار.
العلاج الطبيعي
وتطرق الطلبة إلى الحديث عن دور العلاج الطبيعي والتدخل الفيزيائي خاصة في المرحلة الأولى من الإصابة وأهمية تشجيع المريض على العلاج وتحريك الجزء المصاب، حيث تكون الأشهر الثلاث الأولى إلى 6 أشهر هي أفضل مرحلة للتأهيل وتزيد فيها فرص عودة المصاب لحياته الطبيعة أو على أقل تقدير استعادة بعض المهارات الوظيفية علمًا بأن ذلك يختلف من مريض إلى آخر بناء على مناطق الضرر بالدماغ ومدى تأثيرها على الأعصاب.
الجدير بالذكر أن هناك نحو 25 ألف حالة سكتة دماغية تحدث سنويًا في المملكة، وتعتبر السكتة الدماغية ثالث سبب للوفاة بالمملكة، وسببًا رئيسيًا من أسباب الإعاقة.