في أحد أركان مهرجان “نشاركهم” الذي ينظمه نادي ذوي الإعاقة بالمنطقة الشرقية في مشروع وسط العوامية؛ يتخذ مركز شموع الأمل للتربية الخاصة والتأهيل مكانه الخاص الذي يشارك به للتعريف بتلك المبادرة الفردية الرائدة التي تأسست منذ عام 1999م برؤية مستقبلية تهدف إلى تحقيق تطلعات الأسر والمهتمين من المجتمع في تقديم خدمات مميّزة في مجال التربية الخاصة والتأهيل والتمكين للأشخاص ذوي الإعاقة بما يواكب أحدث البرامج العالمية ويراعي المتطلبات المحلية، والتي أثمرت بذورها بوصول طلابها إلى ما يفوق الـ700 طالب وطالبة من ذوي الاحتياجات الخاصة من اضطرابات طيف التوحد ومتلازمة داون والإعاقات العقلية والتعليم العام والتدخل المبكر وصعوبات التعلم الذين يوفر لهم المركز المستوى المميّز من خدمات التشخيص والتقييم والتعليم والتأهيل والتمكين.
شموع
وذكر المدير والمشرف الفني لمركز شموع الأمل عمر صلاح وفا أنّ المركز الذي يغطي المنطقة الشرقية كلها تأسس بمبادرة فردية في عام 1999م، وفي عام 2007م افتتح سمو أمير المنطقة الشرقية مجمع شموع الأمل للتربية الخاصة والتأهيل بحي النور بالدمام على مساحة 15000 متر مربع، ووفرت فيه جميع الخدمات لتشمل مختلف الإعاقات العقلية للذكور والإناث ولجميع الأعمار بما في ذلك الحالات الشديدة وكبار السن، كما يتوفر في المركز بمساحته الشاسعة حديقة حيوان ومسبح وصالات خضراء وترفيه.
رعاية وتعليم
وأوضح أنّ المجمع يحتوي على مركز الرعاية النهارية “بنين” و”بنات” خاضع لإشراف وزارة الموارد البشرية والشؤون الاجتماعية، ومدارس التعليم بنين وبنات، وتربية فكرية وتوحّد خاضعة لإشراف وزارة التعليم، وهي جميعها مدفوعة ومكفولة من الدولة، كما يحتوي المجمع على مركز التأهيل الطبي بالمجمع الذي يخضع لإشراف وزارة الصحة ويقدم خدمات العلاج الوظيفي والعلاج الطبيعي والعلاج النفسي وخدمات علاج النطق والتخاطب وخدمات التوحّد من عمر العامين إلى عمر 45 سنة بجميع حالات الإعاقة.
وأضاف أن نسبة الذكاء تلعب دورًا في المكان المناسب للطالب، فلو كانت النسبة للطالب أقل من 50 درجة يقبل تابعًا لبرنامج الموارد البشرية، أو يكون قدّم مسبقًا في التأهيل الشامل وحصل على إشعار للالتحاق بالمركز الذي يبدأ التسجيل منذ مطلع السنة الدراسية، أما التعليم العام الخاضع لوزارة التعليم فيتم التسجيل فيه عن طريق نظام نور لمن نسبة الذكاء لديه فوق الـ55 درجة، منوهًا بأنّ مركز التأهيل الطبي يقدم الخدمات لكل الأفراد لكونه مدفوع الأجر.
خدمة مجتمعية
وأبان وفا أنّ هدف المركز الحقيقي يحقق ما نسبته 80% خدمة مجتمعية و20% ربحي، وذلك أن الدولة تتبنى تكاليف الدراسة لكل طالب بدفع 40 ألف ريال سنويًا لكل طالب والذين يبلغ عددهم 700 طالب وطالبة، ومع كون المدخول كبيرًا وضخمًا إلا أنّ الاستثمار يحتاج إلى مبالغ ضخمة للمكان، فأكثر من 80% من دخل المكان مستثمر لصالح المكان نفسه كالأبنية والتوسعة إضافة إلى رواتب المعلمين والموظفين.
وذكر أن حالات الرعاية النهارية تأتي مشخصة مسبقًا من التأهيل، ويعاد تشخيصها ثانيًا في المركز، حيث يتم تشخيص كل حالة لتحديد احتياجاتها وتحديد الجلسات والخطة الفردية بمشاركة ولي الأمر والأستاذ، مبيّنًا أن هناك شراكات مع مؤسسة سعد لتوظيف هؤلاء الطلبة بعد تدريبهم بما يتناسب مع إمكانياتهم، كما أن هناك أكثر من 15 طالبًا أصبحوا موظفين ما بين أعمال إدارية وأخذ الحضور والغياب والأعمال المكتبية والتصوير وغيرها، ومن لديهم قدرات عقلية أعلى يوظف كمساعد إداري، أو وضع الجداول وضبطها، أو السكرتارية.
سعودة
وكشف أن المركز قد حقق نسبة سعودة بأكثر من 7%، إضافة إلى اهتمامه بكفاءة معلميه، فكل المعلمين لا يوجد من بينهم من هو حاصل على أقل من درجة بكالوريوس تربية خاصة، أما اختصاصيون العلاج الطبيعي أو الوظيفي أو التخاطب أو النفسي فكلهم مصنفون من وزارة الصحة، في حين أنّ الهيكل الإداري في المجمع أقل شهادة لموظفيه هي الدكتوراه.
يذكر أن المهرجان، الذي يرعاه سمو أمير المنطقة، يقام على مدى 4 أيام؛ خلال الفترة من يوم الأربعاء إلى يوم السبت 23-26 شعبان 1444هـ، الموافق 15-18 مارس 2023، ويتخلله العديد من الفعاليات المنوّعة؛ بينها الثقافية والصحية والاجتماعية والترفيهية للزوار وأسر الأشخاص ذوي الإعاقة، إلى جانب العديد من المفاجآت للحضور طوال أيام المهرجان.
