لكل مبدع عالمه وأسلوبه وأدواته الخاصة التي من خلالها يستطيع أن يصنع شيئًا جديدًا مبهرًا بدقة وحرفية في الأداء والابتكار، وكانت حكيمة عبدالمجيد الشيخ علي أبو المكارم واحدة من هؤلاء المبدعين والتي استطاعت بلمساتها السحرية أن تحوّل كل قطعة تجدها عيناها إلى تحفة فنية رائعة رغم ما تعانيه من ضعف السمع والبصر، متحديةً العقبات بالعزيمة والإصرار والإبداع، واستعرضت منتجاتها خلال مشاركتها في فعاليات مهرجان “لنشاركهم” التي نظمها نادي ذوي الإعاقة بالمنطقة الشرقية، في مشروع الرامس بوسط العوامية، على مدى 4 أيام من يوم الأربعاء إلى يوم السبت 23-26 شعبان 1444.
الخطوات الأولى
بدأت “أبو المكارم” خطواتها الأولى في مشوارها وهي في عمر 15 عامًا بإعادة تدوير كل ما تراه يحتاج إلى إضافة بصمتها الإبداعية وتنفيذ أفكارها لتفاجئ بها أفراد أسرتها الذين أيقنوا أنهم أمام موهبة تحتاج إلى الدعم والتشجيع، مما جعل ثقتها تزيد بنفسها وتعشق هذه الهواية وتعمل تصاميم مختلفة وبطريقة متناسقة وجميلة لها ولأهلها.
البساطة والذوق الرفيع
وتمتاز أعمال أبو المكارم الفنية والتي تجد في مزاولتها متعة كبيرة بالبساطة والذوق الرفيع الذي يتجلى في اختيار الألوان وتناسقها وملاءمتها للمناسبة التي ستقدم فيها.
لمسات أنيقة ومرتّبة
وقالت أبو المكارم لـ«القطيف اليوم»: “حُبي للأشغال الفنية وإعادة التدوير أعطاني دافعًا كبيرًا لابتكار تصاميم مختلفة بخامات وإضافات متنوعة؛ فقد كنت مولعة بتقديم أفكار جديدة ومتجددة وجميع من يرى ابتكاراتي يؤكد أني أملك لمسات أنيقة ومرتّبة”.
الدقة والنظافة والترتيب والإتقان
وذكرت أن عملها غالبًا يعتمد على العمل اليدوي الذي يحظى بإقبال الزبائن والتي تضع له بصمتها الخاصة بها، مبيّنة أنها تحاول كسب رضا الزبائن وتحاول جعل أعمالها مفيدة للاستخدام وأسعارها في متناول الجميع وأهم ما يميّزها الدقة والنظافة والترتيب والإتقان.
تعزيز ثقتها بنفسها بالدعم المعنوي
وأوضحت “أبو المكارم” أنها تتقن الرسومات وتزيين التحف والسلال والإكسسوارات وأدوات الزينة ومتطلبات المدارس والألعاب، مشيرةً إلى أن الأمر يحتاج إلى تخطيط ثم وضع المواد التي تحتاج إليها للتثبيت وأنها أصبح لديها اطلاع دائم على ما هو جديد وتعزيز ثقتها بنفسها بالدعم المعنوي الذي وجدته من أهلها وزوجها وعائلته.
متجر إلكتروني خاص بها
ونوهت بأنها شعرت بالاستغلال عندما اقترحت على أحد المحلات عرض منتجاتها لديه ليقوم بالشراء منها بسعرٍ زهيد ثم يبيعها بثلاثة أضعاف ما دفعه لها؛ لذلك قررت أن تفتح متجرًا إلكترونيًا خاصًا بها لبيع منتجاتها وأطلقت عليه اسم “تراث أجدادنا” وعرضت منتجاتها أيضًا على وسائل التواصل الاجتماعي وعلى المعارف.
صعوبات.. ومحاولات لتجاوزها
وعن الصعوبات التي واجهتها وتُعاني منها قالت: “أجد صعوبة في التواصل مع الآخرين لضعف سمعي ونظري، ولكن مازلت أحاول تجاوز هذه العقبة”.
المشاركة بالمهرجانات والمعارض
وأعربت ابنة سيهات عن رغبتها في المشاركة بالمهرجانات والمعارض ليتعرف الجميع على ابتكاراتها ومن خلالها تتعرف على رغبات العملاء واكتساب الخبرات، متمنيةً أن تفتح محلًا خاصًا بها وأن تجد التقدير والإيمان بقدراتها.