أحيانًا علينا أن نضع ورقة على باب حياتنا ليقرأها كل من يريد الدخول مكتوبٌ عليها: “أنا أُكافح في معركة أنت لا تعلم عنها شيئًا، رجاءً كُن لطيفًا، أنت لا تدرك حجم المعارك التي خضتها مع نفسي لأبدو لك بكل هذا السلام”.
“تعبت” مجرد كلمة، إلا أنها تحوي بين طيات حروفها عشرات وربما مئات من المعارك التي خضتها خلال بضع سنوات فقط، والتي كانت كفيلة بتحويل آمالي وأحلامي وحتى طموحاتي لغبار ذرته الرياح بعيدًا.
تذكرت لشدة اليأس المحيط بي بيتًا كان قد درسته في المرحلة الثانوية يقول فيه عمرو بن معد يكرب:
“عشيَّةَ وَدَّ القومُ لو أَنَّ بعضهم
يُعارُ جناحَي طائرٍ فيطيرُ”
فكان هذا البيت كنايةً عن شدة المعركة والتي كانت حامية الوطيس، حيث يقول فيه إن بعض المحاربين تمنوا لو كان بإمكانهم استعارة جناحين ليطيروا بها بعيدًا عن أرض المعركة.
إلا أني أود أن أطير بعيدًا وبعيدًا إلى مكان لا أجد فيه أوغادًا ولا يذكر فيه اسم حقراء وصوليين،
لربما أستطيع حينها أن أستعيد بعضًا من شغف وقليلًا من سعادة وأعود لأحب الحياة مرةً أخرى بعد أن يفتح أمامي طريقًا للعبور إلى جانب مشرق لا حقد ولا كره ولا تزييف ولا أنانية ولا ظلم فيه.
قد يستغرب البعض منكم -أحقًا هناك من يكره الناس ويعمل مكائد ويلفق أحداثًا، ولا ألومكم في هذا.
لكنه حق وحق، فلم يعد هناك مكان للطيبين والصادقين في زمن الأوغاد.
لقد كانت مواساتي لنفسي دائمًا أن الله ما أحدث لي أمرًا إلا لخير وما أشقاني إلا ليرضيني وما أبكاني إلا لِأتلذذ بطعم الفرح وما حرمني إلا ليعوضني وما أخذ مني إلا ليعطيني وما جعلني أقطع طريقًا طويلًا ومظلمًا إلا ليعلمني أن الشمس تغيب وأنه من الضروري أن أحمل نورًا في قلبي.
نصيحتي
ابتعد عمن يؤذيك حتى وإن كانوا قد عبروا قارعة قلبك أو حتى استوطنوه زمنًا لم يمنحك الله هذه النفس لتعذبها أو ترهقها أنها تستحق كل جميل فأسعدها بصحبة النقيين ومن يسعدوك فقط..