في كل مراحل الحياة نحتاج من يمسك يدنا ونمسك يده حتى نستطيع عبور صعاب الحياة، فعند الطفولة وأولى خطوات المشي يلجأ الطفل إلينا لكي يمسك بيدنا حتى لا يسقط وأحيانًا نحن الذين نبادر بإمساكه حتى لا يسقط، وتمضي الأعوام ويبدأ في النطق ويلجأ لمن يعلمه الكلام ويبدأ في الاعتماد على الأقرب فالأقرب والذي يضيف إلى قاموس الطفل الكلمات ويكون هو اليد المعينة في ذلك، ثم تأتي المدرسة وما أدراك ما المدرسة، بين حضوري ومنصة يحتاج الطفل من يمد له يد العون في المراجعة والتحصيل والمذاكرة وطبعًا من يكون ذلك المعين؟ إما الأم أو الأب أو أحد الإخوان أو الأخوات أو الجد أو الجدة أو أي قريب ذي رأفة به إن حصل ذلك، فلا بد من يد العون الممتدة حتى في المرحلة المتوسطة والثانوية والجامعة، لا يمكن لأحدنا أن يمضي في دربه دون عون من أحدهم، ولكن لدي سؤال هل نجعله يمسك بيدنا لعونه أم نحن من يمسك بيده؟ والمقصود هنا من يحتاج العون فعلًا في أي أمر من أمور الحياة هل نسأله عن حاجته أم نباشر نحن في تقديمها إليه؟
ليلة النصف من شهر شعبان وشهر رمضان تربي فينا العطاء قبل السؤال فكم من طفل وعائلة لا تتذوق طعم (الحلويات) وغيرها إلا في هذه المناسبة دون من، بل بشعور جميل من العطاء، فأنت من تمسك يد طفلك وتتجول به لتريه ذلك وليس هو من يمسك يدك.