من الملاحة.. نوح الياسين اكتشف موهبته مؤخرًا.. ونسج لوحاته من «فن الخربشات» والخط العربي

مُنذ نعومة أظافره، يعشق الرسم كالكثيرين من الأطفال، ورغم موهبته التي برزت مبكرًا فإنه لم يستثمرها واستمر في مساره الدراسي كطالب مجتهد حتى تخرج من كلية الجبيل الصناعية مهندس آلات دقيقة وتحكم، ثم أخذته الجدية والالتزام في العمل.

يحكي المهندس نوح أحمد عبد الله الياسين لـ«القطيف اليوم» قصته مع القلم والفرشاة، قائلًا: “كنت موهوبًا في الرسم منذ طفولتي ولكنني شغلت بدراستي وعملي، ويومًا ما كنت أمسك القلم وأرسم خطوطًا عشوائية فلمعت فكرة الرسم في ذهني وبدأت أطلع على الرسم وأنواعه ومدارسه في المصادر المتاحة على الإنترنت وحسابات الإنستغرام وغيرها، وشدني فن الرسم بقلم الحبر الجاف كثيرًا، ولكني لم أفكر في أخذ دورات أو تدريب شخصي عند أي فنان”.

البداية
بدأ “الياسين” الرسم بنفسه من الصفر بخطوط بسيطة، وبعدها بفترة وجيزة زادت خطوطه عمقًا ودقة وأصبح كل من يراها يعتقد أنها لوحة رسام متمرس ويعود السر في ذلك إلى أنه كان يرسم بقلبه وينسجم مع لوحاته.

لا يوجد عمر محدد
يرى “الياسين” أنه لا يوجد عمر محدد لتعلم الرسم لأنه مهارة تصقل بالتدريب وبذل الجهد مرارًا وتكرارًا، معقبًا: “الرسم لا يكفي فيه المعرفة بل لا بد من الممارسة ثم تأتي الموهبة التي تظهر فيها شخصية الفنان حسب قوله”.

ساعات طويلة
ورغم صعوبة الرسم بالقلم الجاف وحاجته للدقة، كما أن الخطأ فيه لا يحتمل التصحيح، فإن “الياسين” وجد ضالته في هذا النوع من الرسم ربما لأنه يحتاج إلى الانغماس والتأمل وأيضًا الإلهام، وانغمس في هوايته ساعات طويلة، موضحًا أن اللوحة الصغيرة قد تستغرق منه 20 ساعة عمل، أما اللوحات الكبيرة فقد تحتاج إلى 70 ساعة عمل حسب كمية التفاصيل التي فيها، وهو الأمر الذي يحتاج إلى تركيز وصبر وكثير من التروي.

أسلوب خاص
تفرد “الياسين” في رسوماته بأسلوب خاص قدم فيه فنًا جميلًا غير مألوف واختار لنفسه “فن الخربشات”، وهو فن مستحدث أحبه لأنه ليس مجرد نقل لصورة من الواقع وحسب، معقبًا: “لكي يبدع الرسام لا بد من أن يعمل على فكرة جديدة وإخراج جديد، فتكون كل لوحة فريدة ومختلفة عن سابقتها”، شارحًا فكرة “فن الخربشات” بأنها استخدام خطوط مبعثرة عشوائية في تكوين صورة معينة، وهو فن يعتمد على السرعة ويختصر الكثير من الوقت وينتج عنه لوحات جميلة للغاية لكنه يحتاج إلى خيال خصب.

تطور
انتقل”الياسين” من الرسم بالقلم الجاف وبدأ في تجربة خامات آخرى كقلم الرصاص، والفحم وألوان الباستيل الناعم (polychromes )، وفي هذا الوقت جذبه جمال الخط العربي واللوحات الحروفية فقرر دراستها كعلم، وبدأ يأخذ دورات تدريبية عند الفنان البحريني المعروف “محسن الغريب”، حيث درس المبدأ والأساسيات وانطلق في تطبيقها في لوحاته.

عشق الحروفيات
لا يرى “الياسين” نفسه كـ خطاط ولكن حبه للغة العربية وزخرفة حروفها كان يلهمه في لوحاته التي يُخرجها في مزيج لوني متناغم، معلقًا: “عادةً في عملي على اللوحات الحروفية أمزج بين ألوان الإكريليك والجيسو (gesso ) ليزيد من قوة اللوحة وصلابتها وأحيانًا يصنع به زخارف وأشكالًا معينة.

فن مُميز
ووصف “الياسين” هذا الفن بأنه جميل جدًا ومُميز ومحبب ويرغب الكثير في امتلاكه، فهو يعد إضافة جمالية سواء في المنزل أو العمل، ونجده في الكثير من الأعمال بالشركات، والمستشفيات والمؤسسات الحكومية؛ نظرًا لما يتمتع به هذا النوع من اللوحات من الإبداع والجمال والرقي، حسب قوله.

أعماله
أنجز “الياسين” أكثر من 100 لوحة مستخدمًا أنواعًا مختلفة من الخامات والأساليب بين الحبر الجاف، وقلم الرصاص، والفحم، كما عمل على العديد من الشعارات والتصاميم الخاصة لبعض المحلات والأسر المنتجة، والتي قدمها بشكل مجاني.

مشاركات
يعد هذا المهرجان هو الأول له على مستوى الفعاليات المحلية، حيث كانت له مشاركات متواضعة في مهرجان عيد الفطر المبارك والذي أقيم في كورنيش القطيف، كما شارك في مهرجان التمور بالأحساء قبل سنتين أيضًا.

طموح
يتمنى “الياسين” أن ينجز لوحات أكبر وأكثر دقة وأقرب ما تكون للواقعية ولكن بأسلوب مبتكر غير تقليدي، مختتمًا حديثه قائلًا: “لأن الفن لغة عالمية أتمنى يومًا ما أن تصل لوحاتي للعالم كله وأن أترك بصمة مغايرة في مفهوم الفن بشرط أن يكون جميلًا لمن يراه ويتذوقه”.




error: المحتوي محمي