وجوه من «ديرتي جميلة» بالملاحة.. من العوامية.. سهام الفرج استبدلت الدمى بوصفات «التربية النسوية».. وروائح طبخها سافرت لـ الخليج

أرادت أن تتخذ طريقًا مختلفًا عن بنات جيلها ولم تستهوها لعبة تلهو بها أو أشغال يدوية تصنعها، بل تعلق قلبها بكنز وجدت فيه عالمًا آخر استولى على مشاعرها وتملكها قبل 35 عامًا وهي في الصف الرابع من المرحلة الابتدائية عندما كانت تدرس مادة التربية النسوية، وعند عودتها من المدرسة تدخل المطبخ لتطبيق ما تعلمته وهي في قمة السعادة.

البداية
تحدثت ابنة العوامية سهام محمد عبدالله الفرج، لـ«القطيف اليوم» عن قصة نجاحها ورحلتها في ذلك العالم وشغفها به وما مرت به من محطات إلى أن افتتحت مشروعها في عام 2018م؛ واستهلت ذلك بالحديث عن بدايتها، قائلة: “أحببت الطبخ من الصف الرابع تحديدًا في حصة التربية النسوية التي تحوي أطباقًا بسيطة، وعند عودتي أطبق ما تعلمته، وأول طبق قمت بإعداده هو الجريش ثم في الصف الخامس أعددت كبسة لحم بكمية كبيرة أتقنت صنعها فهو يعد طبقًا فاخرًا وشعرت بسعادة غامرة لا توصف وجميع من تذوقه أُعجب به”.

تشجيع عائلتها
وكانت عائلة “الفرج” أكبر داعم لها في مشوارها العملي، فقد كان والدها -رحمه الله- يشجعها دائمًا ويتذوق كل طبق تصنعه ويُثني عليها، وكذلك والدتها التي كانت مسرورة لدخولها المطبخ وتجربتها أطباق وأكلات مختلف، دون أن تتذمر كمعظم الأمهات من “كركبة” المطبخ وبعثرة أدواته.

دون مقابل
وتابعت: “كنت أطبخ بدون مقابل في البداية وأهم شيء عندي أن أطبخ أو عندما يريدون أن أطبخ يحضرون الأغراض إذا كانت غير متوفرة وأطبخ لهم ما يريدونه، إلى أن حدثت لي ظروف ومسؤوليات وأصبحت أبيع الطعام للمقربين من الأهل والأصدقاء”.

مشروعها الخاص
وقبل انطلاق مشروعها في 2018م وتوسعته كانت “الفرج” تطلب من والدها شراء الحلويات والمقرمشات لتقوم ببيعها وواصلت ذلك حتى بعد زواجها، مضيفة: “كنت أذهب لدبي والرياض لأحضر بضاعات متنوعة من مكياج ومفارش وعطور وأجهزة وكذلك غير المتوفر لدينا ويأتيني طلب عليه وأبيعه، وبعد وفاة زوجي -رحمه الله- لم أتوقف عن ذلك”.

وعن مشروعها للطهي، تقول “الفرج”: “إنها أصبح لديها طلبات كثيرة من مملكة البحرين وكذلك الجبيل والدمام والأحساء والخبر والقطيف وقراها المجاورة، لذا قررت أن تفتح متجرًا إلكترونيًا خاصًا لمنتجاتها في المطبخ”.

صعوبات
يعد التسويق من أكبر العقبات التي واجهت “الفرج” الحاصلة على الثانوية العامة، ولكنها بعزم وإصرار استغلت خبرتها في تطبيقات الحاسب الآلي والسكرتارية والتحقت بدورة لتعلم التسويق وخدمة العملاء لتتمكن من حل هذه المشكلة ونجحت في ذلك.

كما تأثرت مبيعاتها في فترة جائحة كورونا بعدما كانت قد بدأت تشارك في المهرجانات والفعاليات الكبيرة لبيع منتجاتها؛ مما تسبب في انخفاض المبيعات، ولأنها متعددة المواهب كانت تهوى وضع المكياج وعمل تسريحات الشعر للنساء، ولكنها توقفت أيضًا بسبب موقف حصل لها مع إحدى الزبائن ولكنها ما زالت مستمرة في بيع المكياج عندما يُطلب منها توفيره للشراء.

أطباق شهية
ومن الأطباق التي تتقن “الفرج” صنعها؛ الأرز البرياني خاصةً، وورق العنب، والمحاشي بأنواعها، والملفوف، وأنواع من الحلويات، و مسالا الدجاج، ودجاج بالكريمة، والباستا، وغيرها من الأطباق، لافتةً إلى أنها لا تكل ولا تمل من الطبخ فعندما يعجبها طبق تشاهده في برنامج تصر على تجربته إلى أن تصل لمرحلة الإتقان والرضا عنه.

وتميزت كذلك بصنع ورق العنب، وتفردت بالنكهات والإضافات وطريقة التقديم بابتكاراتها الخاصة، وإضافاتها المدروسة، بالإضافة إلى الملفوف الذي تصنعه ويعد من أكثر الطلبات التي تصلها ويزداد الطلب عليه يوميًا من الممرضات حيث يعدونه وجبة رئيسة مفضلة لهن.

تجربة منفردة
لعل أهم ما يميز “الفرج” في إعداد أطباقها العناية بأدق تفاصيل الطبق حتى لو كان بسيطًا، معقبة: “أهم ما يميزني أنني أعد أطباقي بكل حب وعناية وذوق وأحرص أن يكون على درجة متميزة من النكهة والشكل والمضمون وأعده كأني أعددته لنفسي”.

فهي ترى أن كل طبق يمثل تجربة منفردة أشبه ما تكون بعلاقة الرسام واللوحة، موضحة أن هناك سرًا في الطبخ يبعث الراحة النفسية الداخلية وشعورًا خاصًا.

تحقيق حُلمها
استطاعت “الفرج” تحقيق حلمها في مشروع الطهي الخاص بها والذي ساعدها على تحقيق باقي أحلامها في امتلاك شقة بجهدها وصبرها، واصفة مشاعرها حينها قائلة: “مشاعر مختلطة بين البكاء والفرح والدافع للاستمرار وتحقيق باقي الأحلام والتوسع لإنشاء مطعم خاص بي”.

مشاركات
شاركت “الفرج” في عدة مهرجانات كثيرة ومنها مهرجان المرأة العالمي، ومهرجان المرأة الريفية، ومهرجان الخضار والورقيات، ومهرجان حرفيون ومهرجان الزهور الثاني، ومهرجان “ديرتي جميلة” في الملاحة.

‏”marvel”
وعن سبب اختيار اسم متجرها، أوضحت أنها في البداية اختارت اسم “توليب كتشن”، وبعدها اقترحت عليها ابنتها أن تغير الاسم إلى أن وقع اختيارهم على اسم متجر “marvel” والذي يعني معجزة أو أعجوبة، وكأنما للاسم نصيب وحظ جميل في ذلك كما قالت حيث زادت المبيعات والزبائن، وأصبحت تسوق منتجاتها عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي.

منتجات أخرى
توسعت الفرج في منتجاتها، وحصلت على دورات في صناعة الحلويات وصناعة الأجبان عن بعد، لتزيد مجالات متجرها، مشيرةً إلى أن سبب تطورها وتوسع مشروعها في الطبخ هو تشجيع أهلها والمقربين منها.

مشروع تجاري
وحول إمكانية نضوج الفكرة لتصبح مشروعًا تجاريًا، عقبت “الفرج”: “أدرس الموضوع جيدًا للخروج بفكرة متميزة وأعمل على تنفيذها والأهم من ذلك ألا تتوقف عن ابتكار الأفكار وتطويرها والسعي إلى تحقيق النجاح والاستمرارية مع تعلم فن التسويق”.




error: المحتوي محمي