الأب عندما يزوج ابنه أو ابنته!

ما إن يتزوج الابن أو البنت إلا وترى الأب يسأل بين الحينِ والآخر: يا ترى يا أم فلان زوجة ابننا حبلت أم لا؟ صار شهران أو أكثر منذ زواجهما! ابنتنا حبلى أم لا؟ في علمك أنه هناك مشكلة أم هذه خطتهم؟ على كلّ حال، يا رب ارزقهما الذرية الصالحة ونُسر بأولادهما وبناتهما.

تمر الأيام وتبدو علاماتُ الحمل فإذا بالجدّ والجدة يطيران فرحًا أكثر من الأب: الحمد لله سوف نرى قريبًا حفيدًا أو حفيدة، بذلك يستمر وجودنا وذكرنا في الدنيا من خلال ذرية الأبناء والبنات. ثم يأتي الصبيّ وما أغلى من الولد إلا ابن الولد!

بعض الناس، يعدونه تدخلًا وتطفلًا حين يسأل الجدّ إن كانت زوجة ابنه حبلى أم لا، أو ابنته حبلى أم لا! بينما الواقع هو أنه يرى أن امتداده يكون عبر ذلك الطريق فمهما طال بالإنسان العمر واستمر به الذكر إذا لم يكن له امتداد بيولوجي يكون قد انقطع عن الدنيا تمامًا!

إذا كان الأنبياء يفرحون بأحفادِهم، كيف لا نفرح نحن الذين لا نضبط مشاعرنا وعواطفنا؟ تحكي الروايات التاريخية أن الرسول -صلى الله عليه وآله- سُرّ كثيرًا يوم ولادة سبطيه الحسن والحسين -عليهما السلام- وهو الذي سمّاهما وعقّ عنهما، وفعل أكثر من ذلك، وكان يقول: “اللّهمّ إني أحبّهما، فأحبّهما وأحبّ من يحبّهما”.

طبيعي جدًّا أن يُسر النبي محمد -صلى الله عليه وآله- بولادة سبط مثل الحسين -عليه السلام- في الثالث من شعبان من السنة الثالثة للهجرة، ومن يدرك أحفاده يحصل له من السرور بعض مما حصل للرسول مع الفارق في الكمالات بين الجدّ محمد والحفيد الحسين وعامة الناس!

قالوا في سبب نزول سورة الكوثر، أن قريشًا كانت تترقب انتهاء الرسالة بوفاة النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- لأنهم كانوا يقولون: إن النبي بلا عقب. فإذا بالقرآن يقول للنبي: “لا، لست بلا عقب، بل شانئك هو الأبتر الذي ليس له عقب”. سوف يكون عقبك من الحسن والحسين -عليهما السلام-!

أعطى الله رسوله الخيرَ الكثير والذرية من فاطمة -عليها السلام-، ابنة كريمة ولدت أولادًا كرامًا من زوجٍ كريم. لو كنا موجودين آنذاك في يوم ميلاد الحسن أو الحسين لسمعنَا ضوضاءَ الفرح والبهجة والتهاني والتبريكات للجدّ -صلى الله عليه وآله- وللأب علي وفاطمة -عليهما السلام-، فما ضرنا لو قلناها متأخرين قرونًا: مبارك لك يا رسول الله ميلاد سبطك الحسين ومبارك لكل العائلة الكريمة والأحباب والأصحاب!

وأخيرًا، أحببتُ في هذه الخاطرة وأنا أكتبها في يوم الجمعة، الرابع من شهر شعبان سنة 1444هجرية أن أرغب الشبّان والشابات حديثي العهد بالزواج في الإسراع في الإنجاب وأن ندعو جميعًا لمن استعصى عليه الإنجاب فذلك على الله هين! أما من يريد تأخيرَ الإنجاب لمدة طويلة دون سبب، أحيلكم على الدراسات الطبيّة العديدة التي تنصح الرجل والمرأة بعدم تأخير الإنجاب والمشكلات التي تحصل عندها!



error: المحتوي محمي