وجوه في «ديرتي جميلة».. في الملاحة.. فاطمة آل مسلم تنقل الخيول من صور الكاميرا إلى اللوحات التشكيلية

عشقها للخيول كان الدافع الرئيس لظهور موهبتها الفنية في الرسم والتصوير، فكانت حريصة على تعقب الخيل بعيونها تارة وبعدسات الكاميرا وأناملها الذهبية ولوحاتها تارة أخرى، مستغرقة في ذلك ساعات طويلة دون ملل.

البداية
عشقت الفنانة فاطمة حسن آل مسلم، المنحدرة من بلدة الملاحة، دروس التربية الفنية منذ وقت طفولتها بالمدرسة، وظهر إبداعها في تكرار الرسم ثلاث مرات شغفًا به وحبًا له، وكانت معلمتها تشجعها على ذلك وتحتفظ بكراسات الرسم الخاصة بها ذات السُمك العالي لما تحتويه من رسومات بارزة بألوان زيتية.

وراثه وموهبة
حظيت “آل مسلم” بأم ذات موهبة في التطريز والرسم بالماكينة لتجهيز كماليات العروس من غرفة عروس ومشامر جلوات بالإبرة والخيط بتطريز مرسوم، ومنها ورثت الفن، تقول عن ذلك: “لولا تعليم أمي لما تعلمت هذا العمل الرائع”.

أول رسمة واقعية
بدأت تجربتها الأولى في الرسم عندما رسمت جدها المتوفى، حيث كانت لدى عمتها صورة واحدة فقط لجدها وكانت ترفض إعطاءها لأحد فرسمت حينها صورة له وأهدتها لأبيها وكانت في عمر الـ13 عامًا وتدرس في المرحلة المتوسطة من عمرها.

ثم بدأت بعد ذلك في رسم أبناء أشقائها والكثير من أبناء العائلة، وأي شخص يطلب منها أن ترسمه، ومن هنا بدأت تكتشفت موهبتها في الرسم الواقعي، فكانت ترسم الرسم التكعيبي والرسم السيريالي وتستخدم الألوان الزيتية في أغلب الرسومات.

كما كانت “آل مسلم” ترسم لزميلاتها اللواتي لم يرسمن رسوماتهن في الواجب المقرر عليهن في المدرسة، مبينة أنها رسمت لأكثر من طالبة وفي دقائق زمنية معدودة.

معارض مختلفة
شاركت “آل مسلم” برسوماتها في عدة معارض في البحرين، الرياض، جدة، بمعاونة ابن عمها الذي كان يذهب برسوماتها إلى المعارض، ليس بهدف مادي ولكن لتستعرض رسوماتها فقط في أماكن مهمة بدافع حب الرسم وتشجيعًا لها.

رسومات على الجدران
وكانت “آل مسلم” ترسم على جدران بيتها فوق السطح على مساحة مترين في مترين رسومات تجسد فيها واقعة كربلاء، حيث تتكون الرسمة من خيول وشخصيات في الواقعة، لتحول كل جزء من بيتها في كل جدار وزاوية وحتى الدرج إلى متحف مليء بالرسومات بالتعاون مع شقيقتها.

الرسم في كل الأوقات
واستمر شغف “آل مسلم” بحب الألوان والرسم يزداد، حتى إنها كانت ترسم في جميع الأوقات في الفرح والحزن، فقد كانت تمسك بقلمها وتبدأ في الرسم وفي أي وقت يخطر على بالها بكل إتقان وخيال واسع.

مشاركات
شاركت “آل مسلم” في عدة معارض منها بصالة علوي الخباز، وبمعرض ثقافي، وفي معرض تقاسيم الذي أقيم في القطيف عام 2023، وفي معرض ديرتي جميلة 2023 في الملاحة، وفي معرض المشرعة بسيهات، وفي عدة حسينيات.

صعوبات واجهتها
تحدثت “آل مسلم” عن الصعوبات التي واجهتها أثناء أول ظهور لها بين جمهور كبير المقام في قلعة القطيف أثناء مهرجان الربيع في القطيف، قائلة: “إن الأسئلة من الجمهور في وقت واحد سبب لها الارتباك، كما تفاجأت كثيرًا بالمزاد العلني لبيع لوحتها”.

حب مورث
ولأن الفن مثل الجينات يورثه الأبناء.. ورثت ابنة “آل مسلم” حب الفن عن أمها وجدتها حميدة آل عباس، فهي تعشق الإمساك بالأقلام والتلوين وتُجيد رسم الأرانب والأنمي وأفلام الكرتون بالرغم من كونها هاوية للتصوير، وتنتمي إلى جماعة الثقافة والفنون بالقطيف، وتشارك رسوماتها في مهرجان ديرتي الجميلة المقام في الملاحة بالتزامن مع عرض رسومات والدتها.

مشروع الجداريات
ترسم “آل مسلم” جداريات المنازل والمدارس منذ الصغر، ثم بدأت في أخد مبالغ بسيطة لشراء الأدوات كالصبغ والبويات عندما كانت في المرحلة المتوسطة لرسم جدارن المدارس خارجيًا وبالتحديد مدرسة الإسكان بالجش الثانوية، ومركز أمواج للغة الإنجليزية بالملاحة ومركز كنوز العلم في القطيف وتمتاز رسوماتها بالمناظر الطبيعية كالبحر والسفن والبيوت الأثرية القديمة.

تكريمات
كُرمت “آل مسلم” من عدة مراكز وجمعيات، منها الجمعية السعودية للفنون التشكيلية وغيرها من المراكز على مشاركتها الفعالة وتميُز رسوماتها.

نصائح
وفي ختام حديثها، نصحت “آل مسلم” كل من يحب الرسم وليس لديه المهارة بأن يحاول ويُحاول بالعزيمة والإرادة ليصل إلى نتيجة مرضية وناجحة ويتغير مستواه إلى فنان مُبدع، حيث ترى أن الألوان والفحم والرصاص ما هو إلا ترويح عن النفس، وابتهاج للقلب كالبحر بالشعب المرجانية والأسماك ذات الألوان الجميلة.



error: المحتوي محمي