‏أسرار السعادة

إذا ضاق عليك أمر فتصدق، قال تعالى: ﴿فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى﴾ فالنتيجة: ﴿فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى﴾.

بهذا ييسّر الله أمركم ويشرح صدوركم ويذهب عنكم همومكم. فمهما بلغ بك التعثر والشتات، فلا تيأس.

فوالله ما ذبلت عين إلا وفوقها رب يُخبئ لها الأجمل. ولربما كفاك الله شيئًا تحبه كي لا يمسك ضر!

من الأسرار الإلهية للسعادة قوله: {ثُمَّ السَّبِيلَ يَسَّرَهُ}، الأصل في كل دروب الحياة هو اليُسر. العُسر طارئ وسيرحل. الدمعة التي جرّحت ملامحك سيبرئها الله، القلب المنكسر المتألم سيجبره الجبّار. الطريق المسدود سيفتحه الفتّاح، أمورك المعوّجة ستستقيم. أوجاعك ستُشفى. أنتَ ملكٌ لله. فليطمئن قلبك.

من اعتنى بك وأنت بين لحم ودم لا تملك صوتًا ولا حيلة لن يضيّعك وأنت تقول: يا رب كن بي رحيمًا.

أهم سر من أسرار السعادة يكمن في التأقلم بإيجابية مع تحديات الحياة وأحزانها، ومتغيراتها التي لا تنتهي والعمل اليومي على تعزيز الإحساس بالرضا والامتنان.

‏تأكد أن القلبُ البعيد عن الله! لن يفرح بإجازة، لن يبتهج بسفر، لن يهنأ بمال، لن يستغني بوظيفة، لن يستمتع بحياة. فالسعادة ليست حلمًا، وَلا وھمًا، ولا بأمر مُحال، بل ھي تفاؤل، وحسن ظن، وثقة بالله. وَصبر بغير استعجال.

‏قد ينساك القريب ويهجرك الصديق وتقسو عليك الدنيا. ‏لكن رحمة ربك هي وحدها تحتضنك دومًا.

إلى كل الذين تتأخر أمانيهم شهورًا وسنوات: “لا بأس”. فما أخذه الله لحكمة، وما أبقاه لرحمة. قد تتأخر الأمنيات لتكثر الرحمات. فأحسنوا الظن بالله.

‏أكثر ما يجعلنا سعداء هو أن الله حي لا يموت وكريم لا يرد أحدًا، ورحيم لا يقتل أملًا، وسيأخذ الجميع نصيبه سعادة أو حزن لن يفوتك شيء كتبه الله لك فأرض بالقدر .

ختامًا
‏أغمض عينيك الجميلتين، خذ نفسًا عميقًا جدًا من أنفك إلى أن تمتلئ رئتاك ثم أخرجه من فمك بهدوء، ابتسم بلطف ثم قل الحمد لله.



error: المحتوي محمي