الشيخ المصطفى يستنكر ما ينسب لنهضة الحسين (ع) من الدعوة للعنف

استنكر فضيلة الشيخ حسين المصطفى ما ينسب إلى الدين الإسلامي وقضية الحسين (ع) من أنهما يدعوان إلى العنف ويؤيدان شن الحروب، مؤكدًا أن نهضة الإمام الحسين (ع) شعارها على مر العصور الإصلاح ونشر المحبة والسلام، حيث كوّن على – حد تعبيره – أيقونة عاشوراء بامتياز وتفرد دون بقية الأئمة (ع) ليكون شعار الحياة والأمة بل شعاراً للعالم أجمع.

جاء ذلك في مشاركته في برنامج “على ضفاف المنبر الحسيني محرم 1439هـ” بمحوري التنمية والسلام تحت شعار “الحسين سلامًا” بجامع الرسول الأعظم بصفوى، والتي قدمها ليلة 8 محرم 1439هـ، متناولًا “الجانب السلمي لنهضة الإمام الحسين (ع)” بحضور كبير من الجانب الاجتماعي والثقافي.

وطرح عدة تساؤلات عدة منها: أين يقع السلام مع الدين، ما علاقة الدين بالعنف والتطور، أو جدلية الدين وعلاقته بالفقه المسلح أن صح التعبير؟ وكيف جسد السلام في قضية الإمام الحسين (ع)؟ ليجيب عليها تباعًا كلٍ على حدى مستشهدًا في إجابته بالأدلة القطعية من كتاب وأحاديث أهل البيت عليهم السلام.

وأوضح سماحته أن موضوع الحرب والسلام في حياة الأمم رحب الأبعاد ومتشعب المرتكزات والمهمات له تياراته الفكرية والفلسفية وفق ما تحمله هذه التيارات من أفكار وأهداف، لافتًا إلى أن ما يهمنا هو التركيز على التفكير الخاطئ الذي استسلمت له جبهات ومدارس عريضة من المسلمين الذين ذهبوا ببراهين على أن هذا الدين قام بالسلاح والدم، واعتبروا الآيات القرآنية عبارات جدلية تحكم فهمنا الخاص دون فهم الإسلام الذي أراده الله لهذه الحياة.

واعتبر الجهاد الذي نفهمه ليس الذي أراده الله لنا وهو الحياة، ومع السخط في الواقع المعاش أيد ما يصر عليه بعض من الفلاسفة والمفكرين أن الإرهاب ليس صناعة دينية والدين بعيد عن الإرهاب.

ونوه إلى أنه لو تمعنا في التاريخ والديانات الثلاثة (الإسلام، المسيحية واليهودية) وفي أطر سلوكها وأخلاقياتها، ومفهوم الحرب المقدسة عند اليهود هل هي بنفس القداسة الجهاد عند المسلمين، إذ نجد قضايا السلم والتعايش التي بين اليهود والمسلمين والمسيحين في حالة من التناقض من العنف والسلاح والدم والمحبة والتعايش يصعب التصديق بها.

وأكد على أن الأديان الثلاثة يركزون على أربعة أساسيات تعد من الضروريات للإنسانية وهي؛ حفظ النفس والعقل والمال مع حفظ الدين، وينشدون ذلك عبر مسار نبوي، كما أن الأديان الكبرى يتفقون على هذا النوع من التعايش.

واعتبر دعوة الإمام الحسين (ع) عالمية لرفع راية الإسلام لكل الشعوب وأن تكون هذه خير راية، مستنكرًا القول بأن هدف المعارك الإسلامية عبر التاريخ كانت لدخول الإسلام، مشيرًا إلى أن الذين دخلوا الإسلام في شرق العالم كان بالسلم، وهي تعتبر حاليًا من الدول المستقرة وبلا حروب، بينما نجد فروقات وتمزقات وحروبًا في دول الشرق الأوسط التي دخلت الإسلام بالسيف وهذه مفارقة عجيبة على حد قوله، كاشفًا عن تعرض دول الشرق الأوسط لأزمة حقيقية مع أنهم هم من تشربوا بالأديان الثلاثة والآن يعيشون ويلات التمزق والحروب والاختلاف.

واستشهد بخطبة الإمام علي (ع) حيث وقف من خلالها على مفاهيم الحق في الإسلام وفلسفة الحق والواجب، مطالبًا بأنصاف أنفسنا من خلال رؤيتنا للدين وجعل السلام هو المبدأ والغاية، والحروب إن كانت وسيلة لتحقيق ذلك قبل مائة سنة فلابد من تطوير النظريات وألا تقف عند زاوية محددة.

وسلط الضوء على بعض من جوانب حياة الإمام الحسين (ع) التي تدعو للسلام منذ طفولته كتحليه بخلق جده النبي (ص) وأبيه علي وأمه فاطمة (ع) وترجم ذلك في مسيرته في كربلاء والذي كان واضحاً في تعامله مع أهله وأصحابه وحتى أعدائه، وجسد رسالة الإصلاح التي لم يكن يحلم يومًا أن يريق محجر دم لأجلها، وهذا يدل على مدى قوة علاقته مع الله عز وجل.


error: المحتوي محمي