أثار الخبير المالي والاقتصادي الدكتور ماهر آل سيف، قضية قد تمر على الكثير من أفراد المجتمع ويُعانون منها من قبل المطففين الذين يستوفون حقوقهم وينقصون حقوق الآخرين، وذلك من خلال برنامج دردرشة اقتصادية وإدارية يوم السبت 27 رجب 1444هـ، تحت عنوان “ويلٌ للمطففين الشركاء” عبر منصة الإنستغرام.
واستعرض “آل سيف” قصة واقعية، قال فيها إنه دخل شراكة في مشروع له مستقبل جيد منذ 25 سنة، وتفاجأ بعد هذه السنوات بأنه لم يحصل فيها على أرباحٍ وأن الشركة تعمل حاليًا بأقل من 20% من طاقتها الاستيعابية والإنتاجية، وطلب من شركائه الميزانية ولكنهم رفضوا وبعد محاولات كثيرة وإصرار سمحوا له بالاطلاع عليها، ولاحظ أن هناك سحوبات باسمه وعندما سألهم أين هي؟ وكيف ذلك؟ فلم يصله شيء لم يجد جوابًا، وعندما أراد بيع حصته لشريك آخر رفضوا رغم أن الشركاء الآخرين عندما أرادوا بيع حصتهم وافقوا على ذلك وبيعت لشركاء آخرين.
وبين -من خلال هذه القصة- أن من حق الشريك في نظام القانون السعودي التجاري الاطلاع على الميزانية سنويًا والشركاء بذلك أصبحوا مطففين، وكذلك عندما لم يتلقَ جوابًا وسحوبات باسمه ولم يسحب ورفض مبايعة شريك آخر، مشيرًا إلى أن جميع ما حدث معه إنقاص في حقه وتطفيف.
وأوضح أنه عرض ما حدث لصديقه لمستشار القانون التجاري وطلب منه أن يرفع قضية في المحكمة التجارية وستحلها مباشرة وقد تتحول إلى قضية جنائية، مؤكدًا أن القضاء عادل ولا أحد يتهاون في أخذ حقه ولا يكتفي فقط بالتحسب على من انتقص حقه.
ووجه “آل سيف” كل شريك أنقص حقوق الآخرين بحل المشكلة وليس بالعناد وعدم السكوت عن الحق.
واستكمل: “نحن ندعو إلى تشجيع الشراكات ونحث عليها، وزمن الفردية انتهى، ولكن لا بد أن تكون هناك عقود مكتوبة موافقة لنظام القانون السعودي وليست إضافة أو ضد القانون السعودي للحفاظ على الشراكة، لافتًا إلى ضرورة فهم القانون السعودي والعقود قبل الشراكة”.
وتحدث “آل سيف” عن مضمون سورة المطففين والويل والوعيد لمن يأخذون حقوق الناس، وإذا باع يستوفي حقه كاملًا ولكن إذا وزن لهم أنقص حقهم.
وضرب عدة أمثلة لأوجه المطففين كالزوج الذي يطالب بحقوقه كاملةً ويجبر زوجته على ذلك، في المقابل يظلم زوجته ولا يعطيها حقها، وكذلك المعلم الذي يأخذ أجره كاملًا ويهمل الطلاب وينقص حقهم في اهتمامه بالشرح، وأيضًا الطبيب الذي يأخذ راتبه والحوافز كاملةً ويترك الفقراء في المستشفى ويهتم بمن يدفع له في عيادته الخاصة، وكذلك الموظف الذي يُعطل مصالح الناس ويستجيب لمن يملك واسطة، وغيرها الكثير من الأمثلة التي تطفف فيها حقوق الآخرين.
واختتم “آل سيف” المحاضرة بقوله: “التطفيف منكر قوي، لذلك جعل الله له سورة كاملة وبدايتها توعدهم بالويل وأن الدين المعاملة لهذا إعطاء الآخرين حقوقهم واجب عدم التهاون والتغافل عن ذلك”.