وَهَـجُ القَصِيدِ بِنُـورِ عَينِكَ لاَمِعُ
يَأتِيكَ إنْ خَبَـتِ المَـطَالِعُ طَالِـعُ
وَأرٰى القَـوَافِيَ كَاللآلِئِ سِبْحَـةً
مَنْـضُودَةً فِي بَحرِهَا وَتُـسَارِعُ
تَخْشٰى عُيُونَكَ أنْ تَزِيغَ لِغَيرِهَا
أوْ يَسْتَـفِـيقَ لِـغَزْلِ ذٰلِكَ بَــارِعُ
أوْ تَسْتَكِينَ لِمُوجِفٍ فِي بَحْرِهَا
يَهْوٰى اصْطِيَادَ بَرِيقَـهَا وَيُقَـارِعُ
أذُنَايَ مَاسَمِعَتْ وَقَلْبِيَ مَاوَعٰى
إلاَّكَ أَصْغَـتْ لِلْقَـصِيدِ مَسَـامِـعُ
وَتَرَنَّمَتْ بِالحُبّ فِي عَـرَصَاتِـهِ
وَالخَـطّ نَـبْـضٌ لِلْقَـصِيدِ يُتَابِـعُ
هَاأَنتَ يَاوَهَجَ القَصِيدِ وَعَينُهَا
وَلِسَانُهَا سَيفٌ يُصَلْصِلُ قَاطِعُ
يُدْرِيـكَ منْ أدْرَاكَ أنَّـكَ قَلبُـهَا
بِالنَّبْضِ كَالدَّفِ المُنَغَّـمِ قَـارِعُ
أُحْدُوثَةٌ فِي الشّعرِ لاَ طَعْمٌ لَهَا
وَمَذَاقُهَا غَـصٌّ لِمنْ هُوَ جَـارِعُ
تُرِكَتْ بُحُورٌ وَاسْتُعِيضَ بِغَيرِهَا
فِـي كُـلِّ فَرْقَـعَـةٍ تَـئِـنُّ أَصَابِـعُ
مَابيْـنَ سَـاقِـيَةٍ وَبـَحـرٍ مَـائـِجٍ
بُـنِـيَتْ دُرُوبٌ بـَينـَهَا وَمـَنـَافِـعُ
مَاغِبتَ يَاوَهَجَ القَصِيدِ وإنَّـمَا
أَكَلتْ قَوَافِيَكَ السّمَانِ ضَفَادِعُ
وَغَـدَوْتَ صِفْرَاً لَايُعَدُّ تَجَاهُـلاً
وَغَدَا أخُ الصِفْرِ المُرَقّـمِ تَاسِـعُ
فَارْسُمْ قَوَافِيَكَ التِي أعْدَدْتَهَا
وَازْهَدْ لَعَمْرُ الزُّهْدِ دُونَكَ قَانِعُ