المراهقة هي مرحلة عمرية يمر بها الإنسان وعادة ما تكون في هذه الفترة الكثير من التغييرات العضوية والنفسية وكذلك السلوكية. وقد تختلف مراحل التغيير عند المراهقين من شخص لشخص ومن مجتمع لآخر. وعادة ما تكون بعض حياة الأسر مضطربة ومصدر قلق للوالدين في كيفية التعامل مع الابن المراهق. مراحل بداية المراهقة ونهايتها أيضًا مختلفة من شخص لشخص سواءً كان شابًا أو شابة.
المراهقة المبكرة: تبدأ في سن الحادية عشرة وحتى الرابعة عشر.
والمراهقة المتوسطة: تبدأ في سن الخامسة عشر وحتى سن السابعة عشر.
والمراهقة المتأخرة: تبدأ في سن الثامنة عشرة إلى سن الحادية والعشرين.
المراهقة بشكل عام هي الفترة التي تفصل بين الطفولة والرشد. ففي هذه المرحلة يتأثر الفرد بشكل كبير وسريع جدًا بسبب البيئة المحيطة به من أقاربه وأصدقائه. ولا ننسى دور برامج وسائل التواصل الاجتماعي والتي قد تسبب تطورًا كبيرًا في تغيير الكثير من المفاهيم لدى المراهق. وتتسبب في تغيير نمط السلوك لدى الفرد والانفتاح أكثر نحو الحياة إما بشكل إيجابي أو سلبي.
بكل تأكيد تربية الوالدين للأبناء عنصر مهم في الحد من السلوكيات المراهقة الخاطئة وذلك عبر التعامل الجيد والاستعداد المبكر لمرحلة المراهقة لدى أطفالهم. هذه الممارسات تساعدهم على الالتزام بالمبادئ الصحيحة والمبنية على تعاليم الدين الإسلامي.
إذًا أين هو مصدر القلق؟ رغم سعي جميع الآباء في الحفاظ على أبنائهم، إلا أن واقع الحياة أمر مختلف بسبب اختلاف طريقة الحياة عما كانت عليه بالسابق. ربما أيضًا يتفق البعض على أن التربية بالسابق هي أسهل من الآن. أيضًا طريقة التربية كانت مختلفة. يواجه الآن ربما الكثير من الآباء بعض المشاكل والصعوبات في التعامل مع أبنائهم وأيضًا مراقبتهم. عادة ما تكون الآن وسائل التواصل الاجتماعي والأصدقاء أحد أهم العوامل في تغيير نمط السلوك لدى المراهقين. يبدأ المراهق باكتساب مفاهيم جديدة ومحاولة تقليدها كنوع من التجربة وفرض الذات على الآخرين.
أيضًا كثرة ساعات الجلوس مع الآخرين سواءً بالمدرسة نظرًا لقضاء معظم الوقت هناك ومن ثم أيضًا استخدام وسائل التواصل الاجتماعي وكذلك ألعاب الفيديو عبر استخدام خاصية المحادثات الصوتية مع باقي المستخدمين. دائمًا ما تسعى إدارات المدارس في الحد من هذه المظاهر ولاسيما في المرحلة المتوسطة، ولكن يتبقى الجانب الآخر خارج أسوارها. ربما أيضًا في بعض الحالات مخفية المعالم عن الأسرة والمدرسة، ولكن هي مرئية السلوك مع باقي الأقران. بالتالي ربما يتفاجأ ولي الأمر بالموقف أو المشكلة التي وقعت وكيف حدثت وأين تعلمها.
عزيزي ولي الأمر، احرص دائمًا على معرفة البيئة المحيطة حول أبنائك ومعرفة سلوكياتهم لكي تشعر باطمئنان كبير وبعيدًا عن الشعور بالقلق. تكوين صداقات جيدة ومع طلاب متفوقين تساعدك وتساعد ابنك في الوصول إلى الهدف المنشود وتحقيق الأحلام. في بعض الأحيان ومن تجاربي السابقة مع الطلاب لقد لوحظ عند مصادقة بعض الطلاب المحبطين وفاقدي الشغف التعليمي يتراجع مستوى الطلاب والأصدقاء من حولهم.
عزيزي الابن، نعلم أنك قد تمر بمرحلة صعبة أو جديدة وتتشابك لديك بعض المفاهيم واستكشاف الحياة بأسلوب آخر. ولكن احرص دائمًا على عدم التأثر بالآخرين مهما كانت الظروف. في الكثير من الأحيان يدفع بعض الشباب نتيجة هذا التهور والطيش ضياع مستقبل كامل. اختر دائمًا الصديق الجيد والوفي ومن يسعى إلى مساعدتك تجاه عمل الخير.