حكاية ورقة.. 35

جرح القديح..
بين يديّ.. بضعة أبيات كتبت لتؤدى كأنشودة تراجيدية
في حادثة حريق القديح..
في نكبة حريق خيمة العرس التي نصبت لتضم العروس وأهل قريتها.. وفي أثناء جوقة الفرح..وإذا بالقدر يحول السعادة إلى مأتم حزن..
والولادة إلى موت.. وتلتهم النيران ما لا يقل عن سبعين روحا بما فيهم العروس التي كانت تقترب من لحظة الزواج..
مضى على الحادثة 24سنة تقريبا..
ماتزال أحداثها ومأساتها ماثلة أما ناظر كل من عاش تلك اللحظة المؤلمة.. وقد تَتالت القصائد عبر أيام الفاتحة ليلا ونهارا..
وانهالت المشاركات بما ملأ ديوانا كاملا أو أكثر
وقد كتبت قصيدة وشاركت بها في الفاتحة
وكانت بعنوان..
“شموع جنائية”
جاء فيها

ألهميني من البيانِ الرثاءَ
فلقد أبكمَ المصابُ الحُداءَ
قد حملنا النعوش في غمرة الحز
نِ وقد صافح العزاءُ العزاءَ
غير أنّا نستحضرُ الطف روحا
وكيانا.. ومبدأً واهتداءَ
أدع هذه الأنشودة تهمس بحروف الشجا

نَغَمٌ جريحُ وبحةُ الشكوى
فوق الحروف تناثرت نجوى
وتنزّلت لغةٌ هنا سكرى
بدمِ الشهادةِ والأسى بلوى
وتكسّرت وتعثّرت شفةٌ
عنتًا عليها الدهرُ قد ألوى
رئةٌ تئِنُّ بجرحاها رئةٌ
خُلقَ الزمانُ لتخلق الرؤى

*********. ********

إيهٍ..”قديحُ” وهل درى قدرٌ
أنّ الهوى سيعودُ مكتئبا
وتعودُ جلْواتُ الهنا حزَنًا
ونهارهُ في صبحهِ غرُبا
إيهٍ “قديحُ” تجيءُ منكسرا
وبمقلتيك الدمعُ قد سُكبا
فلأنت أروعُ ما تلا ألمٌ
وبلونِ أرضِ الطف قد كُتبا

********. *******

قالوا حريقٌ شبّ واستضرى
“بقطيفنا” بل بل طفنا الصغرى
فترادفتْ سحب الهمومِ على
أحلامنا.. وتفجرتْ ذكرى
ذكرى الضلوع وأنّةٍ عرجتْ
بنشيجها منْ أمنا الزهرا
وبنار جرحك يا”قديحُ” لقد
أيقظتَ فينا زينب الكبرى




error: المحتوي محمي