من سنابس.. عواطف آل صفوان تأخذ زوار إثراء في رحلة وطنية بـ «جزئيات متناثرة»

مزجت الفنانة التشكيلية عواطف آل صفوان فيضًا من حنينها لملامح المكان والزمان التي عاشتها في وطنها عبر لوحة تشكيلية حملت عنوان “جزئيات متناثرة” صاغتها بفن الباتيك، وجسدته بأناملها التي تحول الشمع والأصباغ إلى جمال، محدثةً تلاقيًا وانتماء بين المعالم الوطنية الخالدة.

وترجمت الفنانة آل صفوان من بلدة سنابس في محافطة القطيف، ذلك في تجربتها الجديدة التي شاركت بها في معرض “من الأرض” المقام في مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي “إثراء” بالتعاون مع جمعية الثقافة والفنون بالدمام، والذي يجسد تجربة الفنان السعودي مع أرضه، وتفاعله مع محيطه وما تركته هذه التجربة من أثر يوثّق انتماءه للأرض التي شهدت وجوده وأسلوب حياته.

ويحتضن المعرض 32 عملًا فنيًا، بمشاركة 32 فنانًا وفنانةً من جميع مناطق المملكة، وقد انطلقت أعماله يوم الخميس 9 فبراير 2023م، ويستمر إلى يوم الاثنين 7 أغسطس 2023م، عاكسةً بمشاركتها فيه بجانب مشاركة الفنانة التشكيلية فاطمة النمر جانبًا مثريًا للحركة الفنية في محافظة القطيف.

وجمعت آل صفوان في لوحتها التي يبلغ طولها 210 سم، وعرضها 160 سم، بعضًا من معالم المملكة التي تعتبر جزءًا من أرض وتاريخ الوطن، والتي أنجزتها خلال شهرين متتاليين من العمل الدءوب، واستخدمت فيها 180 شمعة، و20 كيسًا من الصبغ.

وأخذت الفنانة المشاهد للوحتها في رحلة وطنية بدأتها من بين نخيل ومباني وقلعة جزيرة تاروت التي ترعرعت فيها منذ الطفولة، منطلقةً به إلى واحة الأحساء التي تحتضن الخضرة بين النخيل ومنابع العيون، إلى أن تصل معه إلى ربوع الدرعية بنجد على مشارف وادي حنيفة حيث يقع قصر سلوى الذي يؤكد تاريخ الدولة السعودية الأولى، منتقلةً به إلى قمة جبل الفيل العالية في العلا، ومن تنزل بهم إلى سواحل أملج التي تجاور شواطئ البحر الأحمر، وتختتم بالعودة بهم إلى مسقط رأسها على شواطئ الخليج العربي.

وتحدثت آل صفوان عن رؤيتها الفنية لعملها “جزئيات متناثرة” بأنها رؤيةٌ منتزعة من روح الأرض التي تنتمي إليها، والتي تكونت منها؛ قائلة: “إنَّ هذه الأرض ليست مجرد تراب وحجر، بل هي انتماءٌ متجذرٌ راسخ، كرسوخ جذور الأشجار، وانتماؤنا إليها ثابتٌ، كثبات الجبال الرواسي، لا يغيّره تصريفُ الأيام والليالي، ولا يؤثر عليه تبدلُ الأحوال حتى تنقضي الآجال”.‎ ‎وأضافت: “إنَّ اللوحة تحكي مدى ارتباط الإنسان بأرضه، وعندما نحكي عن الأرض، فإنّنا نحكي عن الأصل، فالأرضُ شجرةٌ والبشر أوراقها وثمارها، ودونَ تلك الأوراق والثمار لا يبقى جمالٌ لتلك الشجرة، ودونَ الشجرة لا توجد الأوراق والثمار، فالعلاقةُ وثيقة، ولا يمكن أنْ تُعزل ورقة الإنسان عن شجرة الأرض”.

وأشارت إلى أن مشاركتها في إثراء تأتي ضمن سلسلة من المشاركات الكثيرة على المستوى المحلي والدولي، وخلاصة تجاربها الفنية التي امتدت لأكثر من 30 عامًا، بدأت من على مقاعد الدراسة، إلا أنها توجهت بعد تخرجها من المرحلة الثانوية إلى ممارسة الفن بشكل احترافي وبالأخص فن الباتيك بعد التعرف على أساسياته من دورة تدريبية في جامعة الدمام، ومع التدرب على ممارسته وجدت بصمتها التي تميّزها بين الأعمال الفنية في كل المعارض، فحملت لوحاتها إلى عدة قارات ودول ومنها؛ اليابان، وأمريكا، وألمانيا، وكذلك من دول الخليج العربي؛ الإمارات، والبحرين، والكويت، وقطر.

وأكملت بأن وهج فنها جاء مردودًا إلى الدعم المحيط بها من أسرتها وعائلتها على حد سواء، وكذلك زملاء الحركة الفنية، وتشجيعهم جميعًا الذي منحها الكثير من الجوائز الدولية، منوهةً بأنها تستعد حاليًا للمشاركة في الرياض بمناسبة يوم التأسيس للمملكة بعمل فني جديد.



error: المحتوي محمي