من القطيف.. التشكيلية عقيلة الصاخن تجسّد «أرض البرتقال الحزينة» لـ غسان كنفاني في لوحة الغسق والشفق

استطاعت الفنانة التشكيلية عقيلة نوري أسعد الصاخن بعمق مشاعرها أن تجسد نصًا أدبيًا للكاتب الفلسطيني غسان كنفاني قرأته جيدًا وتعايشت مع أحداثه وأدق تفاصيله وأبعاده وجميع جوانبه المشاعرية والنفسية وتوظيفها إلى لوحة فنية أنجزتها خلال شهر واحد للمشاركة في معرض “قصة لوحة” الذي تنظمه لجنة الفنون التشكيلية بالجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون والذي بدأ يوم الاثنين 22 رجب 1444 ويستمر إلى يوم الأحد 28 رجب 1444، بقاعة عبدالله الشيخ للفنون بالدمام.

وتحدثت الصاخن لـ«القطيف اليوم» عن ما تحكيه اللوحتان الفنيتان المكملتان لبعضهما البعض بقولها: “فكرة اللوحتين مستوحاة من نص للكاتب الفلسطيني غسان كنفاني رسمته مخيلتي قبل فرشاتي حينما انغمست حواسي في النص التالي: «ارتفع المد أكثر من ذي قبل حتى غطى الماء أقدامنا الممدة على الرمل، فابتعدنا قليلًا كي نستريح على صخرة مرتفعة، وكان صوت ارتطام الموج بالصخرة يعطي جنائزنا للشمس الوردية التي أخذت تهبط ببطء خلال غيوم قرمزية»”، مشيرةً إلى أن النص من قصة قصيرة للمجموعة القصصية “أرض البرتقال الحزينة” للكاتب والروائي غسان كنفاني.

واستكملت: “وأخذت أقرأ هذه القصة القصيرة التي كانت مركونة في مكانٍ ما في المرسم منذ قرابة العام وأنا أتردد على قراءتها، وأقلّب صفحاتها وأعيدها حيث كانت”.

“وأتت أخيراً فرصة القراءة بعد إعلان معرض “قصة لوحة” هكذا عبرت الصاخن عن ما يرمز إليه عملها الفني ويميّزه وربط القراءة بالرسم.

وعن سبب تعلقها بالكاتب غسان كنفاني والذي جعلها تجسّد ذلك بعملها الفني أجابت: “يكتب بعمق وبصدق وهو ما يجعلني أتردد كثيرًا على قراءته، فسرعان ما أعيش حالة الحب والحرب وهو الطابع الذي يغلب عليه، وكنت أقف عند كل فاصلة ونقطة وعلامة تعجب واستشعر قوة إحساسه”.

وترى الصاخن أن العلاقة بين الرسم والقراءة علاقة وطيدة وكلاهما يعبران عن أحاسيس مكنونة وظّفت معنى ما تقرأه من كلمات وحروف إلى لوحة تضيء بها ألوان روحك وهواجسك وما تشعر به، وكلاهما يرمزان للذوق والجمال.

واستخدمت في اللوحتين التي بلغ مقاسهما 45×45 سم ألوان الأكريليك، حيث بدأت باللوحة الأولى وبعد اكتمال 40% منها، عملت على اللوحة الثانية.

وكانت في حالة تأمل للشفق والغسق ولو طُلِب منها أن تضع عنوانًا لهما فسيكون “الشفق والغسق”.

وتصف مشاعرها والحالة التي كانت تعيشها وهي تنجز اللوحتين قائلةً: “عشت حالة من العزلة والسكون الذي يشبه أول الصبح وأول الليل حرصت جدًا على أن يظهر إحساسي بالعمل وآمل أن تكون النتيجة مرضية للمشاهد”.

وأوضحت أن مشاركاتها بدأت منذ عام 2016 من المدرسة الثانوية، ولديها أكثر من 15 مشاركة في المعارض داخل المنطقة وخارجها، إضافة الى حصولها على جوائز أبرزها مسابقة اليوم الوطني 202‪1 لصفحة أرامكو السعودية، والمركز السادس في مسابقة طه صبان الواعدات وجوائز مادية أخرى في مشاركات بجامعة الإمام عبد الرحمن.

ونوهت بأن هذه لم تكن مشاركتها الأولى مع جمعية الثقافة والفنون بالدمام التي يعرف عنها بنشاطها وتنوع أنشطتها، حيث سبق لها أن شاركت أعمالها في معرض فن بريشة شرقية الذي كان منظمًا بمطار الملك فهد الدولي بالدمام، ومعرض 50×50 بتراث الصحراء والأخير جاهز للعرض مع مجموعة متألقة من فناني المنطقة.

وألمحت إلى أن المعارض الفنية تعمل على تحفيز وتطوير القدرات والخبرات وإظهار المواهب وتشجيعها، وأيضاً تزيد الثقة للمشارك في المعارض وبث روح التنافس.




error: المحتوي محمي