شبابنا وشاباتنا هم أولى بتنمية وجودهم الاجتماعي والاقتصادي (1)

• ننشغل بأمور هامشية والشباب قضية لم نفعّل أولويتها بعدُ
• شبابنا وشاباتنا تقدموا لحماية مجتمعهم بكل ما يملكون
• فئات المجتمع “المحافظة والمجددة والمبدعة” والمجتمع يعيش صراعاً واختلافاً ضرورياً.

مجتمعنا تعيش فيه كفاءات كبيرة وكثيرة ويمثل الشباب الرقم الأكبر لكنه لم يجد له مكانة عملية في أولويات التوجه الاجتماعي لتنميته وتطويره والاستفادة منه ومساعدته في بناء مستقبله بشكل جيد رغم قدرات المجتمع الاقتصادية والعلمية والخبروية.

نواجه السؤال المهم وهو: هل شبابنا وشاباتنا يعانون من مستقبل لم يحددوا هدفه؟
وهل يعيشون دون هدف واضح لمستقبلهم؟

ولو نظرنا إلى الواقع الاجتماعي فسنجد أمرين مهمين وهما: 1-إهمال المجتمع لقوة الشباب والاستفادة من طاقاته و2-انشغال المجتمع بهوامش لا قيمة فعلية لبناء مستقبل أو حاضر حقيقي ومازالت طاقات إعلامية مشغولة بأمور لا عائد إيجابي لها ويشتغل الرأي العام الاجتماعي بها ولو كان هناك توجه واعي لأمكن وضع تصورات أخرى قد يكون غاياتها أكثر إفادة.

أما الواقع النفسي للشباب خصوصاً المعتقدي والاعتقادي فسنرى: ضعف في البنية الدينية لانشغال الجميع عن سُبل التأثير والتوجيه له وهو يواجه التحديات الفكرية بعفوية تارة أو ابتشكيك تارة أخرى. ولذا فإن الصورة الأخرى هي الابتعاد عن الدين والالتزام به والسعي نحو الإلحاد في البعض الآخر لفقدانه للجواب الشافي حول إشكالاته العقدية والفكرية ومازالت التنظيرات الفكرية أو العلمية لم تتوجه لبرامج عملية فاعلة، فالشاب يعيش معوقات تحديد الرؤية والهدف ومازال لم يحدد هدفه وكيفية تكوينها وبنائها؟

بل أن مصاعب الحياة التربوية تعاني من هشاشة وضعف لعدم قدرتها على تثبيت قواعدها القيمية وتأسيس بوصلة تربوية عليا وأصبحنا في دائرة المتأثر عالمياً بما تمليه صناعة الإعلام العالمية.

نفكر كثيراً حول سُبل الخروج من الواقع المعاش ولو نظرنا بصورة دقيقة لميزات الشباب لأمكننا التحليل بشكل أفضل وأمتن ولا يمكننا أن نتهم الشباب بعزوفه عن مجتمعه لأنه مقتنع بذلك بل لأننا لم نضمه لمشاريع المجتمع وإلا فاننا لو نظرنا حولنا فسنجد أن من يقف في حر الشمس والرطوبة وحرارة الجو يقون إخوتهم المستمعين في الحسينيات والمصلين في المساجد لأقتنعنا بصحة ما يقدمه هؤلاء الفتية الصالحون من الشباب.

للشباب ميزات مهمة في قدراته وخبراته وإن كانت له سلبيات أخرى فلو نظرنا إلى قدراته لوجدنا من أهمها :
1- طموح عال
2- إبداع وتجديد
3- نشاط وقوة
4- طاقة غريزية
وكلها تمثل حالة من دفع المجتمع إلى الإمام، وأن كانت لخبراته بعض النقصان ولكنها في تقدم مطرد بما يقدمه من تنمية فعلية لذلك لأنها:
1- قيد التطوير والبناء
2- ذهنية وقادة تتسع تدريجياً
3- هو في تجدد لطموحه وهدفه بينما سلبياته تقتصر على :
1- قلة الصبر
2- سرعة التمرد وهي بجانب آخر تحمل قيمة عملية مختلفة.

المجتمع يتكون من مجموعات محافظة بسيطة وهي فئة الكبار في السن وهم الأهم في مواجهة العجلة في التغيير أو نوعيتها وهؤلاء يحملون عدة ميزات :
1– تشكل الحكمة والخبرة من المسنين
2- تقاليد وعادات مبنية وطويلة
3- قيم ثابتة وقوية ومتأصلة في نفوسهم
والمجموعات الأخرى هي المجددة وتمثل :
1 – أكثر ثقافة وتفكير
2– في الأعمار الكاهلة عادة
3– تطمح في تجديد القيم والعادات والتقاليد ومستعدة لتجديدها
والمجموعات المبدعة (المتمردة) وهي المجموعة الشبابية فهي – أكثر نشاطاً وأقل خبرة وأكثر قدرة علمية اليوم ولا ترى أن القيم والتقاليد الموجودة مناسبة لوضعها الحالي والمستقبلي بل تعيش غربة مع هذا الواقع.

حياة الإنسان بهذا التنوع والتمازج (وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا) ولو توسعنا بمفاهيم الاية فإننا يمكننا من خلال ما حددناه من بعضها لمعالم المغيرات وهي “المحافظة والمجددة والمبدعة” والمجتمع يعيش صراعاً واختلافا ضرورياً
نسلم على أبي فاضل ونكمل في واقع الشباب و المجتمع في الحلقة الثانية.
السلام على الحسين وعلى علي بن الحسين وعلى أصحاب الحسين وعلى أبي الفضل العباس ورحمة الله وبركاته فعن الإمام الصادق عليه السلام أنه قال :
“كان عمّي العبّاس بن علي (عليه السلام) نافذ البصيرة، صُلب الاِيمان، جاهد مع أخيه الحسين، وأبلى بلاءً حسناً، ومضى شهيداً”.
نافذ البصيرة أي قوي الإدراك ثاقب الفكر والبصيرة هي الإدراك والفطنة والذكاء الواعي، “قلْ هَذِهِ سَبِيلِى أَدْعُواْ إِلَى اللهِ عَلَى بَصِيرَة أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِى وَسُبْحَنَ اللهِ وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ” والبصيرة رؤية القلب وإدراك النفس لبواطن مؤثراتها وقواها، وفي الزيارة عن الإمام الصادق ع أيضا :
وأشهد لك بالتسليم، والتصديق، والوفاء، والنصيحة لخلف النبيّ المرسل، والسبط المنتجب، والدليل العالم، والوصي المبلّغ والمظلوم المهتضم .. فجزاك الله عن رسوله، وعن أمير المؤمنين، وعن الحسن والحسين صلوات الله عليهم أفضل الجزاء بما صبرت، واحتسبت، وأعنت فنعم عقبى الدار …” . والتسليم هو الطاعة المطلقة والتصديق هو اعتبار قضية الإمام ع صادقة صحيحة والوفاء حيث رأيناه كيف وقف مقطوع اليدين والنصيحة هو الموقف الهادف لأجل مبادئه.


error: المحتوي محمي