أكثر من ثلاثين عامًا انتهت في خدمة مرضى مستشفى القطيف المركزي

مرت كما الحلم حين أسترجع الذاكرة وأنا أختار التخصص أتذكر عزوفي عن جامعة الدمام حيث الجغرافيا والإنجليزية والتي كانت تنتهي بالتعليم كمدرسة وهذا ما لا أجد نفسي فيه أو كخيار آخر الطب البشري وهو الذي كان سائدًا وأيضًا لم يكن هو المستقبل الذي حلمت به.

اتخذت قراري بعد موافقة الوالد بالانتقال إلى الرياض فكانت محطتي هي جامعة الملك سعود وبرغبة ملحّة لدراسة العلوم السياسية والاقتصادية شاء القدر أن يتم إغلاق القسم بشكلٍ نهائي في ذات السنة فما كان مني إلا أن أسجل في كلية أخرى ووقع الاختيار على تخصص الصيدلة وطب الأسنان والعلوم الطبية التطبيقية، انضممت إلى كلية الصيدلة لأسبوع واحد لأتركها وأتخذ قرار كلية العلوم التطبيقية قسم البصريات وهو القسم الذي سيُدرس لأول مرة في الشرق الأوسط وفي جامعة الملك سعود كلية العلوم الطبية التطبيقية تم القبول ولله الحمد وبدأت رحلة جميلة جدًا؛ تعرّفت على أساتذة متمكنين وزملاء أكثر من رائعين.

أحببت القسم وألهمني الكثير، أنهينا فترة الدراسة وبالكاد من يعرف التخصص وماهيته في أنحاء المملكة. تنقلت في فترة الامتياز في عدة مراكز صحية في المنطقة استلهمت منها خبراتي وطاقتي حتى أصبح جزءًا مني. انتهى بي المطاف كموظفة لمستشفى القطيف المركزي.

أتيحت لي خيارات أخرى ولكن لظروف الحياة تمسكت بمكاني فهو الأنسب لي ولعائلتي. القصص الملهمة والسعيدة التي تنتهي بابتسامة والدين أو مريض ذكر وأنثى طفل يافع أو بالغ مسن كانت دافعًا للبقاء والاستمرارية في ذات التخصص، ناضلت الكثير وتحملت الأكثر لأثبت لإدارتي الصغرى والعليا أهمية هذا القسم ومقدار العطاء فيه. ومازال!

حتى حان الوقت لأترك هذا المكان لا رغبة في ترك التخصص فمازالت أعمالي التطوعية في ذات المجال مستمرة ولكن السنين تمر والعطاء يجب أن يستمر ونهاية قصة تعني بداية لقصة عطاء في موقع آخر.

تمر السنون لأتذكر كنت أول أخصائية بصريات سعودية في المنطقة الشرقية خريجة لأول دفعة في الشرق الأوسط وكذلك أول أخصائية بصريات تم تكريمها اليوم في حفل المتقاعدين من التجمع الصحي الأول في المنطقة الشرقية من قبل مستشفى القطيف المركزي.

فالشكر الجزيل لهذه المبادرة الكريمة من الدكتور رياض الموسى وفريقه التطوعي.


وردة الصفواني
أخصائية بصريات



error: المحتوي محمي