أن تنشغل بالوقت يعني أن تنشغل بالجزء الأهم في كل شيء، فأنت دون تلك الأرقام المعلقة في عقارب الساعة من أكبرها حتى أصغرها ستغدو متخبطًا، فكيف لو تحول انشغالك بالوقت إلى براءة اختراع.
هذا ما حدث مع المحاضر والباحث بقسم هندسة البترول وعلوم الأرض بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن عيسى عبد الله (عيسى آل عبد النبي)، الذي توصل لمعادلة رياضية تربط بين جهازين تستخدم في قياس نفاذية الصخور.
الوقت والصخور يثيران أفكاره
بدأت حكاية الباحث “عيسى”، منذ أن بدأ العمل في مجال دراسة خواص الصخور النفطية وفكرة عامل الوقت تتراوح في ذهنه بين حين وآخر، فأدق وأشهر الأجهزة المستخدمة في قياس نفاذية الصخور التي تسمى بأجهزة الضخ المستقر لغاز النيتروجين، كانت تستغرق كثيرًا من الوقت لقياس هذه الخاصية والحصول على ضغط مستقر، ويليها سلسلة من التصحيحات للحصول على نتائج يعتمد عليها.
يضيف على ذلك بقوله لـ«القطيف اليوم»: مؤخرًا أصدرت إحدى الشركات جهازًا قادرًا على قياس النفاذية بسرعة فائقة لا تتعدى الدقيقة الواحدة، لكن بنتائج تقريبية جدًا ولا يمكن الاعتماد عليها، بعد سلسلة من الأبحاث ومقارنة نتائج الجهازين توصلت لمعادلة رياضية كانت “كالرابط العجيب” بين الجهازين، بحيث يمكن قياس النفاذية في الجهاز “السريع غير الدقيق” وتحويل النتائج باستخدام المعادلة إلى نتائج دقيقة جدًا كما لو كنا قد استخدمنا الجهاز “البطيء الدقيق”.
ومضى في حديثه عن معادلته قائلًا: “تلك المعادلة سيكون من شأنها توفير الوقت وبالتالي المال والجهد على كل من الباحثين وشركات الإنتاج”.
هذه هي “معادلة عيسى”
المعادلة التي توصل لها ابن مدينة سيهات، حظيت بموافقة جمعية مهندسي البترول العالمية، بل وأكثر من ذلك فقد توجت باسم حيث أطلقت عليها الجمعية اسم “معادلة عيسى”، إضافة لذلك حصلت على موافقة مبدئية من جمعية مهندس البترول العالمية SPE كبراءة اختراع ويجري توثيقها رسميًا.
وتحدث عن “معادلة عيسى” تفصيلًا بقوله: “واحدة من أهم الخواص في مجال استخراج النفط هي خاصية النفاذية للصخور الحاضنة النفط، قياس هذه الخاصية اعتمادًا على نوعية الصخور باستخدام أشهر الأجهزة وأدقها في المختبرات قد يستغرق وقتًا طويلًا يتراوح بين الساعات والأيام أحيانًا”.
وأضاف: “المعادلة الرياضية المطروحة في البحث تحت اسم “معادلة عيسى” تسهم وتساعد في حساب هذه الخاصية باستخدام أجهزة أقل دقة لكن أسرع وقتًا، وتقوم بتحويل هذه النتائج غير الدقيقة إلى نتائج فائقة الدقة في دقائق معدودة مما يختصر كثيرًا من الوقت على الباحثين ومنتجي النفط وكما هو معروف في هذا المجال فإن كل دقيقة تأخير قد تكلف الكثير”.