تستغرق الفنانة التشكيلية مهدية آل طالب، في الإبحار شغفًا عبر الوغول عمقًا بريشتها الفنية، لاستكمال فكرتها، التي احتضنها معرضها الشّخصي، الذي أقامته مُؤخرًا تحت عنوان “رسائل أمي”، وذلك عبر مُشاركتها في مُلتقى الخليج للفنون في مملكة البحرين، والذي تُقيمه الجمعية البحرينية للفن المُعاصر في الفترة من 18 – 22 رجب 1444هـ.
وذكرت آل طالب، لـ«القطيف اليوم» أنَّ العمل الذي ستُقدمه عبارة عن لوحة أو لوحتين، يأتي امتدادًا لمعرضها الشّخصي الفائت، الذي كان بعنوان “رسائل أمي”، الذي أقيم مُؤخرًا في جاليري أحلام بالعاصمة الرياض، والذي احتوى على 32 لوحة، حيث سيكون بذات الأسلوب والطريقة، ولكن بحكاية أخرى، وصياغة لها أفُقها المُغاير، بالإضافة إلى اختلاف المساحات، لتكون الأصغر حجمًا، وإخراج اللّوحة بشكل مُختلف عن اللّوحات ذات الأحجام الكبيرة.
وأشارت إلى أنَّ الأعمال، التي سيتم إنجازها في الورشة لكلّ الفنانين، ستُعرض في معرض بمركز الفنون بمملكة البحرين.
وعن مُشاركتها في المُلتقى، ذكرت أن هذه المُلتقيات الخليجية والعربية، تُضيف إلى الفنان الكثير من الخُبرات والمهارات، والأساليب الفنية، بالإضافة إلى التّعارف الإنساني والفني والإبداعي.
هل سترسميني؟
وترجع “آل طالب” بذاكرتها إلى ما بعد الأربع سنوات، لتكشف عن حيثيات مشروعها الفني “رسائل أمي”، لتبُوح لـ«القطيف اليوم»، وقالت: “مُلهمتي هي أمي، وما مشروع “رسائل أمي” إلا عبارة عن مجموعة من الذّكريات والوصايا عمرها الزّمني، يبدأ منذ عالم الطّفولة، ليكون ظلًّا لي، وهذه اللّوحات، جاءت قصة تراكمية، لوقت إنجاز اللّوحة”.
وتابعت: “أمي توفيت مُنذ قرابة الأربع سنوات، حيث كانت تُعاني من المرض، وكنت أقوم بعنايتها، وتلبية كلّ ما تحتاجه، لتكون بخير، لذا انطلقت فكرة المعرض، حينما كان التّعب قد أخذ من صحتها الشيء الكثير، وذات يوم أتاني سُؤال جعلني أدخل الصّمت بلا إدراك حسيّ، مفاده: مهدية بترسميني بنتي؟
وأضافت، وقلبها يعتصر ألمًا: “في تلك اللّحظة وجدتني لا أملك جوابًا، تسمّرت في مكاني، لأبادر بتقبيل رأسها، واحتضانها، وعينيَّ تستفزها الدّموع، فاحتواني سُؤالها، وأصبح هاجسًا، يُفقدني الهُدوء، يُبحر بي، يلح باستمرار في ذاتي، يجذبني إلى عناق سُؤالها، ليجعل من سؤالها مشروعًا فنيًا، تسبقني خُطايا إليه”.
وأردفت: “بعد شُهور من وفاتها قررت الاستجابة إلى سُؤالها، لأجيب عنه بريشتي وألواني، لذا فإنَّ المعرض، لم يكن من الخيال المحض، ليكون واقعيًا، طرزته بالرمُوز التعبيرية لما يستدعيه العمل الفني”.