توشحت قاعة عبدالله الشيخ بجمعية الثقافة والفنون بالدمام، بـ66 لوحة فنية خرجت من بين ريشة وألوان الفنانة التشكيلية أميرة أحمد آل موسى بعد غياب عن أجواء الحراك الفني بما يزيد على عقد من الزمان، وذلك بأول معرض شخصي لها يترجم توجهاتها الفنية “استكنان” والذي افتتح يوم الأحد 5 فبراير 2023م، ويستمر لمدة خمسة أيام متتالية.
وتحدثت ابنة القطيف مع زوّار المعرض من فناني القطيف والمنطقة الشرقية عن أسلوبها الفني الذي تداخلت فيه درجات الألوان الحارة والباردة على جميع اللوحة بما تحمله من عمق لوني يتدرج بعدة درجات لونية، طوّعتها بشكل قوي متناسق وكأنها كتلة واحدة، تحاكي رموزها ضمن التجريد تارة والواقع تارة أخرى، محدثةً تمازجًا للخطوط اللونية المرسومة بتقطعات زخرفية والفن التشكيلي الأصيل، بلمسات هادئة تعكس معنى معرضها “استكنان”.
وتولّدت تجربتها هذه بعد ابتعاد عن الحراك الفني على مستوى القطيف والمنطقة، غير مكترثة بما يضج من فعاليات ومعارض، إلى أن قررت الظهور وتحريك بواطن حسها الفني برسم 66 لوحة خلال شهرين فقط، ترافق فيها ملامح إبداعها الفني، بمقاسات مختلفة.
وتجد آل موسى أنها بالرغم من ما تشهده المنطقة من إنتاجات فنية إلا أنها تحتاج لانتعاش إضافي بالمعارض الشخصية التي تثري الذائقة الفنية للجمهور، والحراك الفني الذي يعتبر نافذة معرفية للكثير من الفنانين والفنانات، مؤكدة أن هذا لن يكون إلا بدعم الفنانين والفنانات، على مستوى الجهات الاجتماعية والأهلية.
وجاء معرض الفنانة آل موسى بعد تجارب فنية عديدة على مستوى المشاركات في المعارض الفنية في المنطقة الشرقية، وكذلك حضور دورات الفن التشكيلي، ومن ثم تقديمها لفئة الصغار لتنمية مواهبهم الفنية، وتعليمهم مبادئ الفن، بعد أن تدربت على يد الفنانة سهير الجوهري بمركز الخدمات الاجتماعية سابقًا، والذي تحول إلى مركز التنمية الاجتماعية بالقطيف.
بدوره، علّق الفنان زمان على زيارته للمعرض قائلًا: “من زمان ننتظر إبداعات الفنانة أميرة آل موسى بعد غيابها عن المشاركات لسنوات طويلة وعودة بروح مفعمة بالحياة”، لافتًا إلى أن المعرض مرتكزًا على تجارب تجريدية لكنها قريبة للقلب لأن عناصر اللوحات مطعّمة بكثير من رموز البيئة والتراث والحياة الاجتماعية أيضًا.
وبيّن أنه وجد في المعرض تناغمًا وانسجامًا وأكثر ما لفته هو قوة التكوين في العمل الفني أو استغلال الكتل والفراغ بذكاء، مرجعًا هذا إلى أنها متمكنة من أدواتها الفنية حيث استطاعت أن تجعلها -على حد تعبيره- تحلق معها في تجاربها الحديثة، متمنيًا لها التوفيق وأن يجوب هذا المعرض أكثر من مدينة.
الفنانة في سطور:
هي أميرة أحمد الموسى، من مواليد مدينة القطيف، فنانة سعودية حاصلة على الثانوية العامة (قسم علمي)، بدأت مسيرتها الفنية بعد انتهائها من الثانوية العامة، وسجلت في العديد من الدورات في مركز الخدمة الاجتماعية في محافظة القطيف على يد المدربة (سهير الجوهري)، وحصلت على الكثير من الجوائز وشهادات التقدير، والتحقت بعدة دورات في فن التصوير الزيتي، والرسم بالألوان المائية والتقنية الحديثة، وتقنية الرسم بالسكين، ودورة جرافيك وطباعة بالشاشة الحريرية، كما شاركت في عدة معارض فنية: معرض الفن التشكيلي بالدمام لرعاية الشباب، ومعرض الفن التشكيلي المعاصر بالرياض، والمعرض العام للمنطقة للفنون التشكيلية، والعديد من المعارض على صالة مركز الخدمة الاجتماعية بالقطيف، ومعرض الأعمال الصغيرة في مقهى ثقافات، والمعرض الثنائي إبحار (ريشتين أميرة الموسى وسناء الحمادي)، ومعارض المنتدى النسائي بالقطيف ومعارض مرسم القسم النسائي بمركز الخدمة الاجتماعية بالقطيف، ومعرض المسابقة الأولى للفنون التشكيلية برعاية الشباب بالقطيف، والمعرض الرابع للناشئين للفنون التشكيلية في الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون بالدمام، ومعرض الفنون التشكيلية لرعاية الشباب بالقطيف، ومعرض الفنون التشكيلية في شركة الزيت العربية المحدودة، والمعرض التشكيلي السعودي الأول بمجمع الراشد، والمعرض التشكيلي الخيري لكارثة القديح المعرض العام الثالث عشر للفن السعودي المعاصر.