أكد الخبير المالي والاقتصادي الدكتور ماهر آل سيف على أهمية تغيير الأفكار والحصول دائماً على أفكار جديدة لتغيير النتائج والتطوير من النفس، مبيّنًا أن ذلك يكون بالقراءة والاطلاع على الجديد لمعرفة أفكار جديدة، وقال: “البقاء على فكرة قديمة لن يغيّر النتيجة وتتكرر الأخطاء لذا لابد من أفكار جديدة”.
واستشهد آل سيف على ذلك بمثال لخسارة شركة ما وعند تغيير المدير تصبح ناجحة لأن المدير الجديد لديه فكر مختلف.
وذكر “آل سيف” أن الكثير ينفذون ما يخطر ببالهم دون تخطيط ولذلك تكون النتيجة في بعض الأحيان على غير متوقعة، والكثير يندفعون وراء الشركات التي تُغري بالأرباح دون تفكير في البحث عن أصل الشركة ومصداقيتها وأيضاً الكثير يجربون ويجربون ويجربون أسلوبًا معينًا في الإدارة ولكن النتيجة تكون عكسية وكذلك البعض يتمسكون بأفكار قديمة ويعتقدون أنها مبادئ لا يمكن الحياد عنها لذلك لا يتطورون، مؤكداً أن التغيير سُنّة الحياة.
ولفت إلى أن تغيير الأفكار يشمل جميع مجالات الحياة وأن القراءة ضرورية جداً لإيجاد أفكار جديدة وإن كان البعض يبرر ذلك بأنه لا وقت لديه للقراءة أو يشعر بالنعاس أثناء ذلك وبالتالي عليه بالكتب المسموعة، وقال: “لا تجعلوا حياتكم تتوقف عند شهادةً معينة بل واصلوا بالقراءة والتعلم”.
وأشار إلى أن الثراء لا يأتي من الوظيفة، ومن أراد أن يكون ثرياً عليه أن يمتلك عقلية التاجر الغني وليس عقلية الفقير، داعياً إلى التخطيط ووضع أفكار والقراءة عن الأسهم والاستثمار.
وتحدث عن تجربته في تغيير الأفكار والقراءة وقناة اليوتيوب عندما أراد أن يقوم بصيانة هاتف ذكي أو سباكة حيث أجاد ذلك وأيضاً نجاحه ونجاح عائلته في الزراعة المائية، مؤكدًا على أن التعلم والتجربة وتغيير الأفكار يجعل النتائج مرضية وأنه يجب على الفرد التعلم من أخطائه حتى لا تتكرر.
ودعا إلى معرفة أساليب وطرق البناء واتباع عقلية التاجر ببناء المنازل بسعر أرخص عن طريق الحوائط الحاملة والتي تقلل التكلفة بنسبة 45%، موضحًا أنه إذا كانت تكلفة المنزل مليون ريال فالحوائط الحاملة تخفضها إلى 450 ألف ريال، مشيراً إلى أن الحوائط الحاملة ليس فيها أعمدة بل قاعدة بسيطة وصف الطابوق الخفيف ذي الكثافة العالية.
وبيّن أن البناء بالحوائط الحاملة طريقة نرويجية وروسية، وفي روسيا وصل عدد الطوابق إلى 9 وعمرها 100 سنة ولم تتأثر، لافتًا إلى أن قناة اليوتيوب غنية بالمقاطع التي تتكلم عن الحوائط الحاملة ويمكن التعرّف على تفاصيلها وكيفية البناء.
وأضاف أن الشركات التي ليس فيها إدارة مال يكون مصيرها الفشل، مؤكدًا أنه عند تغيير الأفكار تتغير الحياة والاتجاهات وقال: “حتى في مجال الأدوية هناك العلاج بالأعشاب والكيماوي ولا توجد مشكلة إن بدأت بالعلاج الشعبي وإن لم تًشفَ استخدم العلاج الكيميائي، فما زالت دول شرق آسيا تستخدم البهارات والزيت في علاجاتها”.
وأوصى “آل سيف” بالاطلاع على المشاريع الصغيرة التي لا تحتاج رأس مال كثير، وكذلك الاستثمار ومعرفة ذلك من خلال البحث والسؤال والدراسة.
وقال: “إن الدولة الرعوية انتهت ومن المهم أن أتعلم كيف يكون لدي دخل إضافي أو استثمار صحيح فالأوضاع اختلفت”، موضحاً أن رؤية 2030 فكر جديد اقتصادي وعلى كل فرد من أفراد المجتمع أن يعرف ما هو اتجاه الدولة والوظائف والتخصصات المطلوبة وتعلّمها.
وألمّح إلى مبدأ عطش زرعك وتطبيقه في تربية الأبناء بالاعتماد على النفس وعدم الاتكال، قائلاً: “الشجرة لا تعطى الماء لمدة أسبوعين حسب نوع الشجرة حتى تستطيع الجذور أن تنزل وتبحث عن الماء وتثبت الشجرة؛ لذا لا تعوّد أبناءك على تلبية مطالبهم بإستمرار وعليهم أن يتعلموا منطق التسعير”.
واختتم “آل سيف” حديثه بقوله: “جميعنا نستطيع تغيير أفكارنا والتعلّم عندما تكون ثقتنا بأنفسنا عالية وتغيير الأفكار والتخطيط والتنظيم يجعلنا ناجحين”.
جاء ذلك خلال الدردشة الاقتصادية التي نظمها “آل سيف” ضمن سلسلة من الدردشات الاقتصادية والإدارية، تحت عنوان “الأفكار قبل الأفعال” يوم السبت 7 رجب 1444، علمًا بأن الدردشات تقام يوم السبت من كل أسبوع بمواضيع اقتصادية وقيادية عبر منصة الإنستجرام.