الزمان يُقرب ويُبعد عن مصادر الرحمة، فعندما كان الزمان قبل الرسول صلى الله عليه وآله وسلم كان الناس بفترة من الرسل وعندما اقترب الناس للمبعث الشريف بدأت الأنوار والرحمات تظهر شيئًا فشيئًا حتى ظهرت شمس الرسالة المحمدية بالرحمات الإلهية والخيرات والبركات وعاش الناس مع الرسول صلى الله عليه وآله وسلم في ظلها وبعد رحيله صلى الله عليه وآله وسلم بدأت تقل وتقل حتى وصلت إلى مرحلة من الظلمة لولا الهادين من آل محمد، وما سرى على تلك الفترة يسري على فترات الزمان المختلفة ولهذا تحس بشيء من الحماس ثم الفتور وشيء من العقلانية وشيء من غيرها.
ما علاقة كلامنا هذا بالعنوان (ولدي مو منضرة)؟ الآن في ظل وسائل التواصل الاجتماعي صار إظهار ما يملك الناس من أي شيء منضرة لهم (وسيلة ظهور)، فأي شيء يضعونه لكي يراه الناس ويطلبون المشاهدات الأكثر والأكثر، بينما كانت الأمهات في الزمان الأول ترى أن ما يملكه الشخص خاص به حفاظًا على مشاعر الآخرين الذين لا يملكون مثيله وأيضا حفاظًا عليه من العين والحسد وغيرها وهذا يحفظه لأطول فترة ويكون محاطًا بالرحمات والبركات ولهذا عندما يأتي المولود تخفيه وعندما يطلب للرؤية تقول (ولدي مو منضرة)، فهل صار الناس منضرة للشارد والوارد؟