التحطيم النفسي وقتل القدرات منشؤه من البيت بتعامل الأب والأم والأخ الأكبر ومن خارجه بحقد وحسد وقسوة وعظ وإرشاد بطريقة سلبية ضد الصغار والفتية والكبار، أساليب همجية تقضي على مستقبل الفكر السليم تفشل النجاح، تزرع اليأس تقفل باب الأمل وإلى تدمير مقومات المُخاطب بها:
أولًا: ألفاظ التربية في البيت: لها الأثر المباشر على النفس إما عسل مصفى أو حِراب مسمومة مصوبة (كما هو الحال عند التخاطب مع عامة الناس الفرق هنا مَن يردّ بالأسوأ وهناك مُكمم فوه مكتوف اليدين دور إيجابي في التوجيه وطلب تصحيح أخطاء حصلت إن أحسننا اختيار مفرداتها وسلبًا إن تعاملنا بالسيئ منها عندما نتعاطى بكلمات نابية (يا “ح” يا “ك” يا فاشل يا “ث” وأحيانًا نسمع قول أحدهم الله ما أعطاني أولادًا اعطاني؟ مِن خُلِقتَ وأنت معوج التصرف كلك غلط في غلط وإلى الضرب أحيانًا وأكثر) أمام فرد أو جماعة أصدقاء زملاء محبين مبغضين أنت ما ربيت ولا وجهت أفسدت وآيست قتلت الطاقات الإيجابية في مهدها عند طفل وفتى وشاب وما أرشدت إلى ما تعنيه.
بأسلوبك الأحمق أفقدتهم عيشهم كأقرانهم الصلحاء “أتحسب نفسك مرشدًا؟ أنت مصاص دماء ومزهق أرواح” فاحذر من تكرار ذلك وانتقل إلى الإيجاب الذي يرفع المعنويات “يحكي الأصمعي أن بنتًا قبيحة قالت لأمها: أماه، ما بال الناس يبصقون علي؟ قالت الأم: من حسنك يعوذونك من الحسد!” أعجزنا أن نكون مثل هذه؟ حولت أخطاء الآخرين إلى ألطف قول وأحسنه وحافز لرفع نفسية المعني بها.
ثانيًا: حقد وحسد: أفراد من المجتمع لا يريحهم بروز غيرهم في العِلم والعمل والمال وأمور أخرى لم يصلوا إليها أنانية النفس وحقد القلب أخرجتهم من حق وأدخلتهم في باطل. يخيبون مَن يعلو لِوأد المنافسة والقضاء عليها يتناسى إيجابيات العالِم والمحقق ومتاعبه وما يقدم يعيبه بما ليس فيه ليقلل من مكانته وما وصل إليه حتى لا يكون أوجه منه في قلوب العامة فيتركونه ويتغنون بإنجازات ذلك ومثله صاحب العمل ناجحًا كان أو فاشلًا يعارض من وُفق لما قصُر عنه وعجز عن تحقيقه يصفه بالغش والتدليس والكذب والغرور والنفاق حتى ينفّر المتعاملين مِن حوله ويحطم تقدمه وتخلو الساحة له دون شريك.
وصاحب المال يكره أن يُسبق إلى قائمة الأغنياء خصوصًا مَن كانوا بالأمس أقل منه أو لا سجل مالي ورثوه أبًا عن جد. ويتبع هذا الطريق من يحمل لواء التحبيط “وقد فتح له متجرًا يدير منه عمله مع الجهلة من متابعيه يسوقوه من غير أن يكون له شيء مِن حمل البعير “لا ناقة له ولا جمل” إنما كيف كان؟ كيف وصل؟ كيف فشلت؟ ثالثًا: قسوة وعظ وإرشاد: يُنقل أن أحد الخطباء قال “مر شخص في طريقه على حائط من سعف النخل فأخذ عودًا يخلل به أسنانه فلما ورد يوم الحساب حُكم عليه أن يعذب في النار سبعين خريفًا” فقام أحد الحاضرين وقال إذا كان الأمر كما ذكرتَ فلن يدخل الجنة إلا أربعة عشر والبقية في النار وأنا لا محالة من حطبها فلا داعي لصلاة وحج وصيام لا نفع منها ولا بها نجاة. ومثله سمعنا الكثير لو صدقناه أوصلنا إلى درجة اليأس من رحمة الله التي وسعت كل شيء فنترك الواجب من العمل فضلًا عن مستحبه لعدم جدواه {قيل للإمام علي بن الحسين زين العابدين عليهما السلام يومًا إن الحسن البصري قال: ليس العجب ممن هلك كيف هلك؟ وإنما العجب ممن نجا كيف نجا، فقال عليه السلام: أنا أقول: ليس العجب ممن نجا كيف نجا وأما العجب ممن هلك كيف هلك مع سعة رحمة الله}.
عندما نسمع “أول” كلام نشعر بالإحباط فلا نقوم بإصلاح أنفسنا وما يجب لإحساسنا بلا فائدته فجهنم محتم دخولها و”الثاني” يدعو للرجاء يحثنا على مضاعفة العمل والحياء من الله لطفه ومعاملته لعبادة يكفي تشجيعًا ودافعًا نقضي ما فاتنا ونستغفر من الذنوب فالله ينمي الحسنات ويمحو السيئات يدخل بعفوه الجنان سبحانه وتعالى وجل شأنه.