‏‫الشرقية تصنع فرحة وطن

للساحل الشرقي، سحره وجماله ودهشته، تماماً كمواويل «النهام» التي تصدح على إيقاعات الأمواج التي تعزف رحلة الصيد واستخراج اللؤلؤ. الشرقية، المنطقة الزاخرة بكل تفاصيل الإنجاز والإبداع والتميز، تعرف جيداً كيف تصنع حكايات الدهشة وسحر التفاصيل. ومنذ أن اختار طائر الفينيق قراره الأبدي وبنى عشه الأسطوري على «سعفات» نخلها التي تنسج من أشعة الشمس قصص المغامرات وتعاقب الحضارات، كانت ومازالت هذه الأرض الثرية، مصدر فرح وكنز أمنيات.

هنا، على ساحل الخليج، تُبحر سفن العشق باتجاه الأمنيات المترعة بظفائر الأمل وتُحلّق الأحلام المعلقة بين سماوات التحدي، لتعزف لحن الوطن في يومه المجيد.

حينما قرر المنظمون لمهرجان «صيف الشرقية 38»، أن يكون ختام مسك هذا الحدث الجميل الذي رسم الفرحة والبهجة والمتعة لمدة أسبوعين في يوم الوطن الأغر، اليوم الوطني الـ 87 الذي يحتفل به الوطن، كل الوطن.

يُختتم اليوم مهرجان صيف الشرقية، والذي تحول إلى حدث مذهل كسب حب وتقدير وإعجاب «المجتمع الشرقاوي» وكل الزائرين من المناطق الأخرى ودول الخليج المجاورة.

فخلال أسبوعين رائعين، وبإشراف مباشر من ربان سفينة الساحل الشرقي صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف أمير المنطقة الشرقية، ونائبه صاحب السمو الملكي الأمير أحمد بن فهد، جذب هذا الكرنفال السياحي الرائع أكثر من 200 ألف زائر، تنقلوا بفرح بين تسع خيم كبرى والتي تغص بفعاليات تزيد عن 250 فعالية رائعة، وباستقبال دافئ من 200 متطوع ومتطوعة.

وصناعة المهرجانات والفعاليات على امتداد الوطن، ظاهرة ملفتة تستحق الدراسة والبحث والتطوير، فضلاً عن الدعم والتشجيع والاهتمام، لأنها أحد مصادر القوة الناعمة التي تدر المليارات وتوفر الآف الوظائف. ولقد استطاع المنظمون لهذا المهرجان الجميل، أن يبتكروا طريقة جديدة وذكية لصناعة مهرجان وطني يستحق الإشادة والفخر، بل والتقليد والمحاكاة. فقد صُمم هذا المهرجان الرائع بفكر وسواعد شابة متخصصة في مجالات وقطاعات متنوعة، والتي بدأت مبكراً في عمل استبانات ولقاءات ومشاورات مع كل فئات وشرائح المجتمع، وذلك من أجل أن يشارك كل المجتمع في صناعة هذه الفعالية الملهمة التي تقام سنوياً.

لقد كسبت هذه التظاهرة المجتمعية الجميلة، حب وإعجاب وفخر المجتمع بكل مكوناته وتعبيراته، لأنها صُممت ونُفذت بمشاركتهم ورغبتهم، ولأنها فعالية رائعة تشبه عفويتهم ومزاجهم، وهنا يكمن سر النجاح الكبير لهذا المهرجان الذي أصبح حديث الوطن والخليج، والذي أبرز هوية وملامح المنطقة الشرقية، ثقافياً وسياحياً واجتماعياً.

وختاماً، لابد من كلمة شكر وعرفان لأحد عرّابي هذا المهرجان الوطني، الإنسان الرائع محمد الصفيان مدير العلاقات العامة والإعلام والمتحدث الرسمي بأمانة المنطقة الشرقية، وكذلك لفريقه الذهبي المكون من كوكبة جميلة من الشباب الذي كسب التحدي، إذ كان يحتفل مساء كل يوم بتحقيق أعلى نسبة تفاعل إلكتروني -ترند- لم تتحقق في كل المهرجانات الأخرى.


error: المحتوي محمي