لا تتطور المهن ولا تصل للكمال التام إلا عبر الابتكار الذي يصنع الفارق الحقيقي من الرتابة القهرية والمعطلة لتنمية التنافسية، وإن التطور في مجال الطب البيطري والذي يعود تاريخه إلى سنة حكم البابليين في 2100(ق.م)، هو مجال خصب عالميًا بكافة فروعه ولكن نجاحاته وإظهار دوره الحقيقي فيما يقدم من خدمات جمة لكوكب قد لا يكون واضحًا للبعض أو هناك ضعف في إبراز بما تميّز به هذا المجال بل كان له السبق دون غيره من التخصصات الصحية.
وفي عام 350 (ق.م) كتب الفيلسوف أبقراط (أبو الطب) عن سُبل تطوير الطب البيطري حيث قال: (إن الناس اغتذوا في حال الصحة بأغذية السباع فأمرضتهم، فغذونا هم بأغذية الطير فصحوا). ومن أوائل من اهتم بالطب والطبيب البيطري في مكافحة الأمراض الحيوانية في القرنين السابقين هما المدرستان الفرنسية (1783) والأمريكية (1879)، ولا يخفى على الجميع أن مؤسس مفهوم الصحة الواحدة الواحدة هو الطبيب البيطري شورب كيلفين، علماً بأن هذا المفهوم قد يرتبط ويمتد تاريخه إلى العصور القديمة إلى زمن الطبيب اليوناني أبقراط (460 قبل الميلاد – 370 قبل الميلاد) حين أشار إلى أن العوامل البيئية يمكن أن تؤثر على صحة الإنسان.
البيطريون قادرون على قيادة هاكثون بيطري صحي عالي الابتكار عالمي مبني على تقنية البرمجيات العالية، وحوسبة البيانات، وتوظيف خبرتهم في مجال الأوبئة والرصد وتتبع الجوائح وقدرتهم على التحليل وتطبيق الخوارزميات المنطقية في تحديد الأخطار وتقييم الوضع عبر الاحتمال، والتوقع، والحدس، والتنبؤ، والتقدير والتخمين، والصواب والخطأ وذلك من آجل إثبات البرهان في التصدي. ومن أهم تلك المشاريع المقترحة ربط السجلات الصحية مع السجلات البيطرية من جميع الخدمات العلاجية والصيدلانية في سجل موحد، لسهولة الحصول على البيانات وسرعة الاستجابة وتتبع الرصد.
أن إصدار أول “روبوت بيطري” سيكون أملاً مرتقبًا على سواعد أبناء الوطن سوف يساهم في تحسين الصحة العامة واستشعار ورصد المخاطر والملوثات من خلال تحليل البيانات وسرعة الاستجابة، وتشير المصادر الطبية إلى أن سوق روبوتات الهياكل الخارجية من أسرع القطاعات نمواً في جميع الروبوتات. فكيف إذن بروبوت مدمج نظام دورن في الرقابة الصحية على مشاريع الإنتاج الحيواني أو المرافق العامة أو المنشآت الغذائية ذات الإنتاج العالي أو الخدمي، فكيف لك أن تتخيل حجم دقة البيانات نظراً لتزويدها بأنظمة معقدة من الإلكترونيات وأجهزة الاستشعار والبطاريات والمشغلات. لكن على المستوى المجهري، تختلف الروبوتات الدقيقة.
لذلك تعتبر شبكة الإنذار المبكر والتنبيه والاستجابة هي شبكة من شركاء الصحة الذين يجمعون بيانات الترصُّد بشأن أمراض مختارة يمكن أن تتحول إلى أوبئة ويبلغونها، وذلك في إطار إنشاء نظام للإنذار المبكر من فاشيات الأمراض في الأوضاع الإنسانية. وعادةً ما تكون نظامًا يُعرف باسم “نظام ترصد المتلازمات” يتولى رصد أي حدث أو ظهور مرض غير عادي وتقصّي أسبابه بسرعة، وفقاً لما تراه منظمة الصحة العالمية.